رفضت دول العالم بالإجماع القرار الأمريكى الذى اتخذه الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، ما يعنى أن القرار الذى اتخذه الرجل الجمهورى جاء أحاديا وافتقد إلى أدنى مظلة دولية وكشف عن الضعف الأمريكى الحاد وعدم القدرة على الحشد الدولى لتأييد القرار وهو ما ظهر من خلال البيانات الموحدة التى صدرت عن عواصم العالم وعواصم الإقليم برفض الخطوة من الأساس واعتبارها عملا باطلا.
بريطانيا ترفض
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى أن بلادها لا تنوى نقل سفارتها فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وقال متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى إن ماى لا تتفق مع قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لأنه لن يساعد على الأرجح الجهود الرامية لتحقيق السلام فى المنطقة.
وقال المتحدث: "نختلف مع قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية قبل اتفاق بخصوص الوضع النهائى، ونعتقد أن هذا لا يساعد فرص إرساء السلام فى المنطقة".
فرنسا: القرار مؤسف
بموازاة ذلك نددت الجمهورية الفرنسية بقرار ترامب، وأعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، عن رفضه لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال "ماكرون" فى تصريحات له بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، إن قرار ترامب الأحادى مؤسف وفرنسا لا تؤيده، مشددا على أن وضع القدس يجب أن يحدد من خلال المفاوضات.
ألمانيا: لا ندعم القرار
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن حكومتها لا تدعم قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونقل المتحدث باسم ميركل ستيفن سايبرت عن ميركل قولها في تغريدة على تويتر إن الحكومة الألمانية "لا تدعم هذا الموقف لأن وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في إطار حل الدولتين".
الأمم المتحدة: يقوض السلام
فى السياق أعلن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، رفضه لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلًا إنه هذا القرار يقوض مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وأكد جوتيريس، فى بيان مقتضب ألقاه بعد الإعلان الأمريكى إنه سيبذل قصارى جهده لدعم عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مفاوضات جدية.
الاتحاد الأوروبى يعرب عن القلق
إلى ذلك أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيرينى عن "بالغ القلق" إزاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكدت موغيرينى فى بيان لها نشرته من خلال موقع المنظمة عبر الإنترنت "يعرب الاتحاد الأوروبى عن بالغ قلقه إزاء إعلان الرئيس الأمريكى ترامب حول القدس، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تداعيات على فرص السلام".
وأضافت أن "الاتحاد الأوروبى يدعو كل الفاعلين على الأرض وفى المنطقة، إلى التحلى بالهدوء وضبط النفس لتجنب أى تصعيد"، مضيفة أن الاتحاد "يبقى مستعدا للمساهمة فى عملية التفاوض" الضرورية لحل مسألة وضع القدس.
وقالت "إن الحل التفاوضى القائم على أساس دولتين بما يلبى تطلعات الطرفين، هو الوسيلة الوحيدة الواقعية لإقرار السلام والأمن" لما فيه مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
مصر تستنكر
أما مصر فاستنكرت على لسان خارجيتها القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكدت أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه.
وجاء فى بيان الوزارة أن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".
وحذر شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب الأزهر فى بيان من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب الذى تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، موضحا أنه سيفتح أبواب الجحيم على أمريكا.
الأردن: قرار باطل
أما حكومة الأردن فاعتبرت أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق للشرعية الدولية والميثاق الأممى، وهو قرار باطل.
وجاء فى بيان عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمى باسم الحكومة محمد المومنى أن "قرار الرئيس الأمريكى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها، يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
المؤيدون
يأتى هذا بينما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن أن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، أعرب عن اهتمامه بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، كما قالت القناة الأولى الإسرائيلية للأنباء أن الجمهورية التشيكية أعربت كذلك عن اهتمامها بنقل سفارتها إلى القدس أيضا.
لكن هذا لا يعد تأييدا للقرار لأنه لم يصدر عن تلك الدول بل صدر عن إسرائيل، ومع ذلك فقد أوردت الخارجية التشيكية في بيان لها أنها تؤيد أن تكون القدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل معا وليست لإسرائيل فقط، أما الفلبين فلم يصدر عنها أي بيان رسمى، ما يعنى أن القرار مرفوض بالإجماع دوليا ولم يحظ بأي تأييد على مستوى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة