بتحذيرات متتالية، ومخاوف من انفجار وشيك، أجمعت الصحافة العالمية الصدارة اليوم الخميس، على وأد كل الآمال المتعلقة بمستقبل السلام فى الشرق الأوسط بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مع اعلان المدينة المقدسة عاصمة إسرائيل فى تحرك أحادى الجانب لم يراعى التحذيرات الدولية والعربية من خطورته.
وبعد قرار ترامب الذى قال إنه "تأخر كثيراً"، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن الرئيس الأمريكى يطلق فصلا غامضا فى مسيرة واشنطن، التى تعود لعقود، من السعى لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتشير إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكى بأن قراره يعمل على دفع آفاق السلام أثار الكثير من الشكوك والانتقادات.
ترامب بعد التوقيع على قراره بنقل السفارة
ولفتت الصحيفة إلى أن خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سوف تستغرق سنوات عديدة. كما أشارت إلى جهود جارد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى، فى هذا الصدد حيث قضى وجيسون جرينبلاط، رئيس فريق المفاوضين، أشهر يجوبون منطقة الشرق الأوسط فى لقاءات مع الإسرائيليين والفلسطينيين والمسئولين العرب لمناقشة الخطة. وهو ما أكدته صحيفة واشنطن بوست مشيرة إلى أن طيلة أشهر أصر ترامب على إتخاذ هذا القرار.
وأعرب بعض القادة السياسيون فى الولايات المتحدة عن شكوكهم بشأن تأثير الخطوة على دفع آفاق السلام. وقال النائب الديمقراطى، بيتر ويليش، "التحرك هو نكسة.. لماذا يقومون بأمر من شأنه أن يجعل العمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين أصعب؟".
محتجون يحرقون صور ترامب بعد قراره الأخير
ووصفت صحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، فى إفتتاحيتها، اليوم الخميس، القرار بأنه مجازفة خطيرة. وأشارت إلى ان الرئيسين السابقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش كانت لديهم أسباب هامة لعدم إتخاذ مثل هذا القرار، رغم صدور قانون من قبل الكونجرس عام 1995 بشأن الخطوة، حيث رأى الرؤساء السابقين للولايات المتحدة أن الخطوة الرمزية إلى حد كبير، تقوض السياسة الأمريكية فى أنحاء الشرق الأوسط، فضلا عن آمالها فى التوسط لتحقيق تسوية إسرائيلية فلسطينية، فضلا عما يمكن ان تدفع به من عنف.
وبينما وصفت صحيفة التايمز البريطانية قرار الرئيس الأمريكى بأنه خطوة خطيرة، فإنها أشارت إلى أن القدس الشرقية معترف بها دولياً بأنها تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ عام 1967"، وقد أبقى ترامب فى خطابه الباب مفتوحاً بإمكانية أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأضافت الصحيفة البريطانية فى افتتاحيتها، اليوم الخميس، أنه يترتب على قرار ترامب بذل مجهود كبير مع العرب والفلسطينيين للعمل على إيجاد طريق لإحلال السلام عوضاً عن الدخول فى مزيد من الصراعات. وقالت إن "ترامب يأمل أن يؤدى قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إلى إنهاء سلسلة الإخفاقات السابقة فى حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن أمله هذا سيذهب أدراج الرياح".
جرافيتى لترامب ونتنياهو فى القدس
وأشارت إلى أن هناك نهجاً أمريكياً جديداً فى التعاطى مع الصراع الإسرائيلى – الفلسطينى، فالقدس الشرقية معترف بها دولياً بأنها تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ عام 1967"، مضيفة أن ترامب فى خطابه أبقى الباب مفتوحاً بإمكانية أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وفى صحيفة الجارديان، البريطانية، وصف الكاتب الفلسطينى رشيد خالدى، الخطوة بأنها خطأ كارثى للرئيس الأمريكى بحق العرب والولايات المتحدة سواء، إذ يمثل القرار صفعة لسبعة عقود من الجهود الأمريكية لتحقيق السلام وجعل التوصل إلى حل سلمى أكثر صعوبة. وأضاف أنه بذلك أضفى الشرعية بآثر رجعى على الإحتلال الإسرائيلى للقدس الشرقية خلال حرب 1967، وفرض قوانين عنصرية على مئات آلاف الفلسطينيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة