نعم، ترامب يعلن الحرب على العرب جميعا، ويستخف بالعرب جميعا، عندما تصور أنه يمكن أن يمر بقراره الأحمق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وما يعنيه ذلك من تجاهل وتجاوز وتحطيم كل القرارات الدولية بشأن الحقوق الفلسطينية وبشأن ردع الاحتلال الإسرائيلى وعدم إضفاء الطابع القانونى على ما يجريه من تغييرات فى الأراضى الفلسطينية تحت الاحتلال.
ترامب يتصور العرب كما مهملا، لا شىء، مجرد كائنات متخلفة تربض على أراضٍ بها ثروات طبيعية هائلة، ويتصور أنه قادر فى أى وقت على استنزاف الثروات العربية أو سلب الأراضى العربية بما فيها المقدسات الإسلامية والمسيحية إرضاء لذئبته المتوحشة إسرائيل، وقراره الأخير حول القدس سيكشف له ولنا أيضا، ما إذا كان العرب كما مهملا وجسدا ميتا بلا حراك أم أن له عناصر قوته الشعبية وقدرته على المقاومة والمواجهة مائة سنة مقبلة.
يتصل ترامب بالرئيس الفلسطينى ويعلمه بقراره الكارثى، مبررا اتخاذه بأنه مضطر لأن هناك من يمارس على ضغوطا شديدة، القاتل يتصل تليفونيا بالقتيل، يا سيادة الرئيس سامحنى سأقتلك غدا فى الثانية عشرة ظهرا، لا الثانية عشرة موعد تناولى القهوة والشطائر، اسمح لى سأقتلك فى الواحدة، احرص على أن تكون فى بيتك وأنا سأتولى عنك إخبار أسرتك، سامحونى جميعا، أنا مضطر لارتكاب هذه الجريمة، لابد أن أسدد فواتير انتخابية لمن أتوا بى إلى البيت الأبيض، وإلا سيحوكون المؤامرات ضدى وسيفجرون فى وجهى ملفات كثيرة وأنتم تعلمون أن الديموقراطيين ضدى ونصف الجمهوريين ضدى والنخب الأمريكية ضدى وبعضهم يهيننى علنا، تحملوا أنتم هذه الجريمة الصغيرة.
لا يا سيد ترامب، إهدار القدس ليس جريمة صغيرة، وليس مجرد جريمة قتل، نعم أنت قاتل مثل كثيرين من صناع القرار السابقين عليك الذين ساندوا العدوان الإسرائيلى وروجوا للمشروع الصهيونى الذى يستهدف ابتلاع المزيد من الأراضى العربية وكأنها خالية من السكان، لكن جريمة القتل التى تتحدث عنها تعنى قتل أكثر من مليار مسلم ومسيحى عربى يعيشون فى الأراضى العربية أو يتوزعون فى أركان الأرض الأربعة، فهل تفهم معنى ما تقول؟ هل تعى حجم جريمتك؟
أنت تشعل حربا عالمية جديدة يا سيد ترامب، وهى ستبدأ من مستصغر الشرر، ستبدأ بانتفاضة فلسطينية جديدة، لكنها لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستمتد إلى جميع بلدان العالم، فحيث تكون هناك مصالح أمريكية ستكون جبهة مفتوحة للحرب العالمية التى أشعلتها، وهى حرب غير تقليدية لا يمكن التنبؤ بضرباتها، هل تكون على الأراضى الأمريكية أولا أم تمتد من مواقع القوات الأمريكية والسفارات إلى داخل أمريكا، وأنت تعلم يا سيد ترامب أن الملايين من المسلمين والملونين غاضبون منك وناقمون عليك داخل الولايات وينتظرون إشارة أو تصرفا استفزازيا منك لينفجروا فى وجهك، فهل أنت قادر على مواجهة هذه المخاطر غير المسبوقة؟ أشك يا سيد ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة