أسبوع حافل بالأحداث المتلاحقة التى خيمت بظلالها الحزينة على الأمة العربية والإسلامية وكذلك المسيحية وعلى قيم الإنسانية لكل من يتحلى بها فى كل أنحاء الأرض !
فقد بدأ الأسبوع بالأحداث الدامية فى اليمن الذى لم يعد سعيدا، بالاقتتال والدماء التى سالت فور انقلاب الرئيس الراحل على عبد الله صالح على حلفائه من جماعات الحوثيين وإعلانه الحرب عليهم أملاً ورغبة فى استعادة عرشه الزائل، والتى اختتمت فعالياتها بمقتله على يد أعدائه وأعداء الله من الإرهابيين المسمين بالحوثيين !
فهنا أعزائى ندعو أنفسنا لوقفة قصيرة نتأمل من خلالها الموقف ونستعرض الصورة، لنتأكد أن المذهبية والتشيع ماهو إلا نواة للخلاف والتكفير والاقتتال الذى تحول إلى إرهاب فمن ليس من مذهبى فهو عدوى ودمه حلالٌ حلال !
قاتل الله التطرف والتحزب والتفرق والمذاهب التى أخرجت الإسلام من روحه السمحة وسلمه وسلامه وعفوه وسموه الذى قرأنا عنه وتعلمناه من كتاب الله عز وجل !
ومن اليمن الحزين إلى فلسطين الجريح : فقد اختتم أسبوع البلاء فعالياته وأواخر أيامه بتنفيذ وعد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، على غرار وعد بلفور فى أوائل القرن العشرين ١٩١٧ بإقامة وطن قومى لليهود على أرض فلسيطين !
وكأن لليهود وعد يتكرر كل مائة عام بالتوسع والتمدد، فلنتحسب من الآن لوعد المائة عام القادمة !
وهذا يعد نوعا آخر من الإرهاب فرضته علينا الدولة العظمى لتوطيد وتمكين واستقرار وسيطرة اليهود على الأراضى الفلسطينية عن طريق الإطاحة بكل اتفاقيات السلام وضرب عرض الحائط بكل الوعود وتكسير كافة القيود التى غلت يد بنى صهيون من الاستئثار بالقدس الذى يعد بمثابة انتهاء وجود دولة عربية اسمها فلسطين، ذلك بعد أن تهور هذا الأرعن المسمى بدونالد ترامب لينفذ وعود لم يجرؤ على تنفيذها من سبقه من فطاحل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وإن كانوا قد رغبوا بتنفيذه يوماً ما !
أعزائى: هل استوقفكم مثلما استوقفنى السبب الخفى والأهم وراء هذا القرار المتعجرف المجحف الذى أعلن عنه ترامب ثم قام بتأجيله مدة ستة أشهر من باب التسكين؟
نعم: ففى هذا التوقيت الحرج من عمر أمة العرب وفى أوج تدهورها وضربها بالإرهاب الأسود الذى تم تصديره وتمويله وتوطينه بأراضيها بفعل فاعل أظن أنه قد كشف عن وجهه ونزع عنه الحجاب بتبجح وكِبر وتحدى غير مسبوق .
فضلاً عن انهيار أهم وأكبر دول المنطقة العربية وتفككها إلى دويلات متناحرة دينياً ومذهبياً مستغرقة حتى الآذان فى عمليات القتال والتكفير وإراقة دماء بعضهم البعض، لتخلو الساحة أمام الصهاينة بدعم غير متوقف مادياً ومعنوياً من الولايات المتحدة الصهيونية لإتمام إحدى خطط بنى صهيون طويلة المدى فى غفلة من الأمة العربية التى كان من المفترض أن تفوق قوتها كل الأمم !
نهاية : فكل ما حدث وما يحدث كان بأيدينا نحن لا بيد عمرو
فهل تستفيق الأمة العربية من غفلتها قبل فوات الأوان ؟