تعقد جامعة الدول العربية، اجتماعا غدا، السبت، على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمناقشة تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، وعلى صعيد آخر طالب نواب البرلمان الجامعة باتخاذ موقف موحد خلال اجتماع الغد، على أن يكون هناك قرارات سياسية واقتصادية وعلى كافة الأصعدة للتصدى لهذا القرار الذى وصفوه بأن "من لا يملك منح من لا يستحق" معتبرين أنه إن لم يكن هناك توحد ستتمزق المنطقة العربية بالكامل.
وفى هذا الإطار قالت النائبة غادة عجمى، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن هذا القرار يمثل انتهاكا للقوانين الدولية واتفاقية أوسلو، وأن الإدارة الأمريكية أخرجت نفسها من رعاية عملية السلام بهذا القرار.
القدس عربية
وأضافت غادة عجمى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا القرار سيعرقل عملية السلام ومن المفترض أن الرئيس الأمريكى ينادى بالسلام فى منطقة الشرق الأوسط، ولكن هذا القرار الاستفزازى يعنى أنه لا يريد نشر السلام فى المنطقة بل يريد به اشتعال النيران فى المنطقة بأثرها، وخاصة وأن الدول العربية عن بكرة أبيها تعتبر القدس قضية مسلم بها ولن تقبل أية قرارات قد تنال من هوية القدس.
وشددت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، على ضرورة اتخاذ قرار أو حزمة من القرارات موحدة للضغط على الرئيس الأمريكى حتى يتراجع عن قراره، معربة عن ثقتها فى تحركات جامعة الدول العربية فى هذا الإطار للحفاظ على الأرض العربية.
بينما يرى النائب مصطفى بكرى، أن "ترامب" مهد لهذا القرار من خلال إثارة التناقضات الناتجة عن الربيع العبرى الذى تسبب فى قتل وإراقة الدماء وإثارة الفوضى والقضاء على جيوش بعض دول المنطقة، وهذا القرار نتيجة لهذا الربيع "العبرى" الذى تشهده المنطقة العربية.
ترامب
وأضاف بكرى، ان قرار ترامب ايضا يعد الحلقة الثانية فى الربيع العبرى و الهدف منه هو إثارة الشارع العربى ضد الحكام العرب فبعد ان فشلت مخططاتهم فى عدد من الدول والتى ينفذونها من خلال ما يسمونه الربيع العربى وهو فى حقيقة الامر ربيع عبرى أرادو ان يكملوا المسيرة تجاه باقى الحكام العرب والدول المتماسكة من خلال هذا القرار الذى سيجعل المنطقة العربية تشهد توترات ضد الرؤساء والحكام وبالتالى هم ماضون فى تنفيذ مخططاتهم وعلينا التصدى لها بقوة.
وطالب بكرى جامعة الدول العربية باتخاذ قرارات تهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر فى المنطقة، وتُجبر إسرائيل على عدم المساس بالأراضى الفلسطينية وعلى رأسها القدس، مؤكدا على أن هذا الأمر لن يتحقق الا بالاتحاد العربى المتماسك القوى، مشددا على ضرورة أن يتم احتواء الشارع العربى سياسيا حتى لا تحقق هذه الدول مخططاتها المعتمدة على إثارة التوترات داخل البلاد، على أن يكون الحل على الصعيد الدولى والعربى شريطة تماسك الدول العربية جميعها فى اتخاذ قرار مُلزم فى هذا الصدد.
نتنياهو
وتابع: على الجميع أن يدرك أن موضوع القدس لا تهاون فيه ولن تقبل الشعوب العربية هذا الأمر من قريب أو بعيد، وهذا لما يمثله من مكانة غالية فى قلوب العرب حيث أنه يمثل أولى القبلتين، موضحا أن هناك رفض أوربى لقرار الرئيس الأمريكى، وعلى الدول العربية ان تستغل هذا الأمر قبل أن تمارس أمريكا ضغوطا على هذه الدول لكى تثنيها عن موقفها وتجعلها تقف بجانبها.
وحذر بكرى من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو التى تزعم أن أى دولة لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل فهى لا تعترف بإسرائيل وهذا يعنى ضرب لكل اتفاقيات التسوية ويبدو أن هذه ستكون حجته القادمة لإثارة الأزمات فى المنطقة.
وفى نفس الصدد قالت النائبة سوزى رفلة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية، إن القدس أرضنا ولن نقبل المساس بها، وقرار الرئيس الأمريكى ليس له محل من الثقة، ولا يرتكز على مواثيق دولية وغير مسئول.
وتمنت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، ان يخرج اجتماع جامعة الدول العربية غدا بقرارات سياسية واقتصادية مُلزمة لأمريكا وإسرائيل فى نفس الوقت وتهدف للضغط علي أمريكا من أجل التراجع عن هذا القرار الباطل.
وأشادت سوزى رفلة بوقوف العديد من الدول الأجنبية بجانب الدول العربية فى رفضها القرار مطالبة باستغلال هذا الأمر بشكل جيد قبل أن يتحول للضد، محذرة من انقسام الدول العربية مطالبة الجميع بالتوحد للتصدى لهذه الأزمة التى تمس الجميع دون استثناء.
كما حذرت سوزى رفلة، من الصراعات الداخلية وأعمال الشغب الداخلى وذلك لأن هذه الأعمال تستغلها هذه الدول فى اتخاذ قرارات مثل القرار الأخير مستغلين حالة الانقسام والصراع الداخلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة