فى وتيرة متصاعدة من الغضب داخل وخارج الأراضى المحتلة، يواصل الفلسطينيون فى الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجاتهم ضد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، وقراره نقل السفارة الأمريكية، فى موجة ثالثة للانتفاضة بلغت حصيلتها حتى الآن 6 شهداء و1114 مصابا، سقطوا قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده فى الجامعة العربية مساء اليوم السبت.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين فى المسيرات الإحتجاجية التى شهدتها كل المدن الفلسطينية أمس، 4 شهداء وأكثر من 1114 مصاباً، حيث خرج الآلاف أمس فى باحات الأقصى ومناطق مختلفة بالضفة المحتلة وغزة، للتعبير عن غضب واحتجاج ضد الخطوة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة للاحتلال الإسرائيلى، وما سيترتب عنه من تواصل مسلسل تهويد القدس وطمس معالمها العربية.
الإحتلال الإسرائيلى يقمع الفلسطيين
سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب قطاع غزة
وبحسب وكالة معا الفلسطينية، أغار طيران الاحتلال الإسرائيلى، فجر اليوم السبت، على موقع القادسية جنوب قطاع غزة بصاروخين على الأقل، وقصف موقع بدر وسط قطاع غزة بثلاثة صواريخ، كما استهدف موقع الإدارة المدنية شرق جباليا شمال القطاع بصاروخين، وأدت الغارات الاسرائيلية إلى وقوع أضرار مادية فى المواقع واشتعال النيران فيها.
وبحسب الوكالة الفلسطينية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد فلسطينيين فى الغارات الإسرائيلية، والتى استهدفت مواقع كتائب القسام بقطاع غزة، وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، إن طواقم الإسعاف تمكنت من انتشال جثمانى شهيدين من موقع "بدر" التابع لكتائب القسام الذى استهدف فجرا جنوب مدينة غزة، وذكرت مصادر محلية أن الشهيدين هما: محمود محمد العطل (27 عاما" من الشيخ رضوان، ومحمد محمد الصفدى (30 عاما) من حى الدرج فى غزة.
اشتباك بالأيدى
إصابات فى مواجهات بخان يونس
وأصيب شاب فلسطينى أخر برصاص الاحتلال الاسرائيلى، صباح اليوم السبت، شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما أصيبت مواطنة بجراح متوسطة برصاص الاحتلال خلال المواجهات فى خزاعة شرقى المحافظة، وبحسب الوكالة قال شهود عيان لمراسلنا إن قوات الاحتلال شرق بلدة خزاعة شرقى خان يونس أطلقت النار على المئات من طلاب المدارس الذين وصلوا للحدود للتظاهر ضد قرار الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وكان ألاف الطلاب من المدارس الحكومية في مدينة خان يونس خرجوا من مدارسهم وجابوا شوارع المدينة تضامنا مع القدس، ورددوا شعارات غاضبة منددة بالقرار الأمريكى، وخرجت التظاهرات بعد دعوة وجهتها الفصائل الفلسطينية إلى المواطنين بغزة تدعو لاستمرار النفير فى كل نقاط التماس مع الاحتلال.
مواجهات مع قوات الاحتلال
مواجهات عقب صلاة الجمعة
غارات الاحتلال الإسرائيلى صباح السبت، كانت امتدادا لموجة من الغضب، حيث أندلعت أمس الجمعة مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلى فى مدن رام الله و الخليل ونابلس وبيت لحم وأريحا في الضفة الغربية المحتلة بعد صلاة الجمعة، وفى البلدة القديمة فى القدس الشرقية المحتلة، تزامنت مع الذكرى الـ 30 على اندلاع انتفاضة الحجارة، وسقط فيها أول شهيدين وهما محمود المصرى (30 عاما) و ماهر عطا الله (54 عاما) خلال مواجهات متفرقة فى القطاع.
وبحسب بيان وزارة الصحة، تم علاج 954 مصابا ميدانياً، فى حين نقل 160 مصابا إلى مستشفيات الضفة وغزة والقدس، وأوضحت إن إصابات الضفة والقدس بلغت 935، أما إصابات غزة فبلغت 179، وأن من مجمل الإصابات 5 خطيرة جميعها فى قطاع غزة، فيما وصفت معظم الإصابات بالطفيفة.
ودفعت قوات الاحتلال الإسرائيلى بالمئات من عناصرها إلى مدينة القدس لملاحقة الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة وتفريقهم بالقوة، واعتدت على العديد منهم ما أدى إلى ارتفاع حالات الإختناق خلال المواجهات فى منطقة الجبل فى قرية قصرة جنوب شرق نابلس، ونشرت سلطات الاحتلال المئات من قواتها وعناصر شرطتها فى أنحاء مدينة القدس المحتلة وخاصة فى البلدة القديمة ومحيطها وفى مختلف أنحاء الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة.
الاحتلال يشرع فى بناء مستوطنات جيدة
ومنح القرارا الأمريكى المتهور، ضوءاً أخضر جديداً لحكومة الاحتلال الإسرائيلى للاستمرار فى بناء المستوطنات، وبحسب تقريرا لوكالة معا الفلسطينية، قرر وزير البناء الإسرائيلي يوآف غالانت، بعد ساعات من القرار، الدفع بمخطط لبناء 14 ألف وحدة سكنية فى القدس، منها 7000 وحدة فى مستوطنات شرق القدس.
و بحسب خطة غالانت، تبني إسرائيل 5000 وحدة استيطانية فى مستوطنة "عطاروت" فوق مطار قلنديا وفى محيطه فى امتداد المنطقة الصناعية لمستوطنة عطاروت، وألفى وحدة فى مستوطنة "بسغات زيئيف"، وكذلك 5000 وحدة في حى "كتمون" وألفين فى حى "ريخيس لفان" فى القدس الغربية.
وفى السياق نفسه تضامت شعوب العالم العربى والإسلامى، وعبروا أمس الجمعة، عن غضب واستنكار واسع، فى جمعة الغضب الأولى التى اندلعت فى فلسطين، نتيجة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ليس فى العالم العربى، وحده، بل تظاهر المئات فى عدد من الولايات أمريكية، ضد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة