أعلن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، ظهر اليوم السبت، عن اكتشاف مقبرتين أثريتين بمنطقة دراع أبو النجا بالبر الغربى بمحافظة الأقصر، موضحا أن المقبرة الأولى يرجع تاريخها إلى الأسرة 18 وتحمل رقم 150، حيث عثر بها علي خرطوش يحمل اسم الملك تحتمس الأول على سقف الصالة الطولية من المقبرة، كما عثر بها على أكثر من 100 ختم جنائزي، ويوجد بالمقبرة بئران، الأول فى الناحية الشمالية والآخر فى الجهة الجنوبية، وفي البئر الجنوبية يوجد حجرة دفن لسيدة تدعى إيزيس نفرت يرجح أنها أم صاحب المقبرة.
وينشر "اليوم السابع" تفاصيل المقبرتين الجديدتين بمنطقة دراع أبو النجا بالبر الغربي في الأقصر، والتي تم الإعلان عن اكتشافهما بحضور الدكتور خالد العناني وزير الآثار، ومحمد بدر محافظ الأقصر، والدكتور مصطفى وزيرى أمين المجلس الأعلى للآثار، وسفير صربيا وعدد من قيادات المحافظ والآثار واعضاء البرلمان.
وقال الدكتور مصطفي وزيري أمين المجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة 161 والتى تقع علي يسار المقبرة رقم tt225، ومن المرجع أنها تعود للفترة من عصر الملك أمنحتب الثاني وحتي تحتمس الرابع، حيث تم تأريخها من خلال الاسلوب الفني الكمتبع في النقوش ومقارنتها مع العديد من مقابر الافراد بجبانة طيبة التي تعود لنفس الفترة، وإسم صاحب المقبرة غير معروف علي وجه الدقة، حيث لم يتم العثور حتي الآن علي إسم أو لقب له داخلها.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أنه من حيث تخطيط المقبرة فهى تبدأ بفناء دعمت جوانبه بجدران من الحجر والطوب اللبن ويوجد به بئر في الجنوب يصل عمقة لحوالي 6 أمتار وينتهي بأربعة حجرات جانبية، أما مدخل المقبرة فيوجد به واجهة من الحجر الرملي خالية من النقوش ويؤدي إلي صالة مستعرضة تنتهي بنيشة وغالبا هذا هو التخطيط الاساسي للمقبرة، ولكن تمت إعادة استخدامها في العصور اللاحقة، حيث تم كسر النيشة وتم الحفر لعناصر معمارية اخري لم يتم الانتهاء منها حتي الآن.
أما عن النقوش الموجودة بالمقبرة فهي عبارة عن منظر الوليمة أو الحفلة ويبدأ بمنظر لشخص يقدم قرابين وزهور للمتوفي وزوجته واعلي هذا المنظر جزء من منظر ينتهي بكلمة "sn.f" بمعني أخوة، ومن المحتمل أن يكون هذا الشخص هو شقيق صاحب المقبرة، ويلي ذلك مناظر المدعوين في اربعة صفوف منهم صف به 3 رجالة خلفهم 3 سيدات وامام الرجل الاولي يوجد نص يعني حافظ الصالة.
وأكد وزيري، أن القطع الأثرية التي تم الكشف عنها داخل المقبرة هي عبارة عن اجزاء خشبية لعدد من التوابيت اهمها قناع خشبي كبير يمثل جزء من التابوت ذو الشكل الاوزيري وقناع خشبي صغير وملون وجزء من قناع خشب مطلي بلون ماء الذهب في حالة سيئة من الحفظ، وعدد 4 أرجل لكراسي خشبية خاصة بالاثاث الجنائزي وقطعة خشب تمثل الجزء السفلي لتابوت بالهيئة الاوزيرية عليها منظر للآلهة إيزيس ترفع يديها.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، أن المقبرة 150 تقع في جنوب مقبرة أوسرحات، وتعود إلى نهاية الأسرة 17 وبداية الأسرة 18، حيث عثر علي خرطوش يحمل إسم الملك "تحتمس الأول" علي سقف الصالة الطولية للمقبرة، ونظراً لعدم وجود نصوص تحدد صاحب المقبرة علي وجه الدقة، فهناك إحتمالين أولهما أنها تخص شخص يدعي "حجوتي مس" بمعني صادق الصوت، حيث أن احد النصوص محفورة علي واجهة الصالة الطولية من المقبرة ينتهي بإسمه، والثاني أنها تخص شخص يدعي "ماعتي" وكان يشغل وظيفة الكاتب للملك، حيث تم العثور علي اكثر من 100 ختم جنائزي في الفناء والصالة المستعرضة منها 50 ختم يخص ماعتي وزوجته محي.
وأضاف أمين المجلس الأعلي للآثار، أنه بالنسبة للتخطيط المعماري للمقبرة 151، يوجد بها 5 مداخل في الناحية الشرقية تفتح علي صالة مستعرضة مهدمة يوجد بها بئران، الأول بالناحية الشمالية لم تنتهي فيه اعمال التنقيب والثاني فيوجد في الجنوب وتم الانتهاء منه، ثم يليها صالة طولية تؤدي لصالة مستعرضة اخري تنتهي بنيشة، وداخل هذه الصالة يوجد بئران آخران احدهما بعمق 10 متر والثاني بعمق 7 متر، ويوجد بداخلها حجرة دفن لسيدة تدعي "إيزيس نفرت" من المرجح أنها أم صاحب المقبرة، وعثر بداخلها على تمثال أوشابتي من الخشب عليه كتابات مجهول صاحبها، بالإضافة إلى صندوق من الخشب غير كامل به 36 تمثال اوشابتي خالي من النقوش، وتمثال اوشابتي لإيزيس نفرت بارتفاع 60 سم، اما القطع الآثرية التي تم العثور عليها بالمقبرة 151، فهي 100 ختم جنائزي وأقنعة خشبية ملونة و450 تمثال مصنوع من مواد مختلفة مثل الخشب والفخار والفيانس، وصندوق عليه شكل تابوت خشبي مكون من صندوق وغطاء من الداخل كان مخصص لحفظ تمثال اوشابتي متوسط الحجم، ومومياء محنطة وملفوفة بالكتان تاخد الشكل الاوزيري داخل الرديم بالصالة الطولية، وتبين انها تعود لشخص ذو مكانة كبيرة وجاري تحديد اسم صاحبها.
وأضاف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة الثانية تحمل رقم 161 ولم يستدل علي اسم صاحب المقبرة وعثر بها علي نقوش موجودة في الجانب الجنوبي من الجدار الغربي عبارة عن منظر لشخص يقدم قرابين كما عثر علي اجزائ خشبية لعدد من التوابيت.
واشار وزيري إلى أن وزير الآثار وجه أن يكون عام 2017 ملىء بالاكتشافات الأثرية، وخلال هذا العام تم كشف الكشف عن مقبرة اوسرحات يوم 18 أبريل، كما تم العثور علي مقبرة اخري يوم 9 سبتمبر من العام الحالي، واليوم يتم الإعلان عن اكتشاف مقبرتين جديدتين.
جاء ذلك خلال الاحتفالية الكبرى التى شهدتها محافظة الأقصر، بحضور كل من الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وكريستلينا جورجيفا الرئيس التنفيذي للبنك الدولي، وعدد من سفرائ الدول الاجنبية، والدكتور محمد بدر محافظ الأقصر، والدكتور مصطفي وزيري الامين العام للمجلس الاعلي للاثار وعدد من وسائل الإعلام الالمحلية والعالمية.
ومن جانبه، اوضح محافظ الاقصر انه جاري العمل في ترميم أحد التماثيل الكبيرة بمعبد الاقصر، ووجه الشكر لكافة البعثات العاملة بالمحافظة الاثرية وعلي راسها البعثة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة