ونسأل: هل الانقلاب العسكرى فجأة أصبح «حلو بطعم السكر» فى عيون أمريكا؟!
ما يعيشه المجتمع الأمريكى حاليا منذ الإعلان عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، نفس ما عاشه الشعب المصرى بمجرد الإعلان عن فوز المعزول محمد مرسى، من إحباط وغضب وخوف ورعب ومظاهرات، ومطالب بالتخلص منه بأى وسيلة.
فى أمريكا حاليا، بدأت نيران الغضب تزداد اشتعالا، وتتسع مساحتها، وأصبحت الأحاديث فى دوائر صنع القرار، ومن خلفها القوى المؤثرة من إعلام ومال وأعمال ومنظمات ومراكز بحثية استراتيجية، حول إيجاد مخرج سريع للتخلص من الرئيس «المنتخب» حتى ولو بانقلاب عسكرى، واختفت نهائيا نعرات الديمقراطية، واحترام اختيارات الصناديق، ولم يعد لها وجود بين المؤسسات المؤثرة فى صنع القرار، بينما كانت القوى المؤثرة تدعم إدارة الرئيس السابق «غير المأسوف عليه» بارك أوباما، للحشد ضد غضب المصريين من فوز محمد مرسى وإخوانه بالرئاسة عبر الصناديق «المزورة»، وتباكوا على حرية الصناديق التى انتهك عرضها فى 3 يوليو 2013، بعزل محمد مرسى، واعتبارها جريمة كبرى فى حق الحرية والديمقراطية، وحشدوا جهودهم لتأليب أوروبا وأفريقيا وباقى قارات العالم، ضد مصر، وإنزال أقصى العقوبات والتأديب، على شعبها.
وبعد مرور ثلاث سنوات، شرب الأمريكان، خاصة المؤثرين فى صنع القرار، من نفس كأس المرار، وياللعجب، وجدناهم يتنصلون من مبادئهم الديمقراطية، ويكفرون بديانة الحرية، ويقررون وضع خطة مكتوبة للتخلص من ترامب، بثلاث وسائل، ونشرت صحيفة «فورين بوليسى» مقالا خلال الساعات القليلة الماضية، تضع خطة التخلص من الرئيس الأمريكى المننتخب «دونالد ترامب» قبل حلول الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن لا يعرف، فإن «فورين بوليسى» مجلة أمريكية عريقة، تصدر ورقيا مرتين فى الشهر، و«أونلاين» يوميا، عن مؤسسة «الواشنطن بوست»، وتأسست عام 1970، والمجلة تنشر تقارير بمثابة وثائق مهمة، منها على سبيل المثال، تقرير «مؤشر الدول الفاشلة» التى تصدره سنويا، لذلك عندما تضع خطة التخلص، لابد من التعاطى معها بجدية وأهمية شديدة.
«فورين بوليسى» اقترحت مجموعة من الطرق للتخلص من الرئيس الأمريكى قبل أن تحل كارثة فى أمريكا بسبب رعونته السياسية، حسب وصف المجلة.
الطريقة الأولى: العزل، وهو ما يحتاج إلى أغلبية فى كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ، وهو أمر يصعب تحقيقه فى ظل سيطرة الحزب الجمهورى على المجلسين، على الأقل حتى عام 2018.
الطريقة الثانية: عزل ترامب وتنصيب نائبه، وفقًا للمادة 25 من الدستور الأمريكى، وهذا الإجراء يتحقق فى حالة اتفاق نصف الحكومة والنائب على التأكيد بأن الرئيس لا يصلح للإدارة، مع الحصول على موافقة أغلبية أعضاء الكونجرس، وهو الأمر الذى لن يواجه تحقيقه صعوبة، نظرًا لأن نصف الحكومة الجمهورية ترى أن الرئيس غير صالح.
الطريقة الثالثة: الانقلاب العسكرى ضد الرئيس، أو امتناع القيادات العسكرية عن طاعة أوامره.
ولنا تعليق على الطريقة الثالثة للتخلص من دونالد ترامب، بالانقلاب العسكرى، ونسأل هل الانقلاب العسكرى أصبح «حلو بطعم السكر» عندما تعلق الأمر بالولايات المتحدة الأمريكة، بينما طعمه «المرار» ولونه «زفت» إذا وقع فى أى مكان أخر؟
نعم، كل يوم نكتشف إننا دفعنا الثمن غاليا من الجرى لهثا وراء سياسات واعتراضات وحريات أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وأن هذه الدول، تضحك على عقولنا بهيستريا، من خلال تقديم شعارات وهمية، وأنه سلوك سياسى بعينه، فى حين عندما تضعها الأقدار فى نفس المعضلة، تتخذ نفس الذى تتخذه الدول وبشكل أسوأ بكثير.
الدليل الآخر على كذب الحريات وديمقراطية الصناديق، ما سطره الخبير البارز فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى «ستيفن كوك» على صفحته على «تويتر» مؤخرا، حيث طالب «ترامب» بالرحيل، وباللغة العربية «ارحل» على غرار ما كان يكتبه المصريون ضد محمد مرسى.
بالله عليكم يا أعزائى القراء، هل هناك شعب تم خداعه بهذه الصورة، مثلما خدعت المؤسسات الأمريكية، الشعب المصرى، فى 25 يناير، وفى 30 يونيو، واليوم المؤسسات الأمريكية، وفى القلب منها «الإعلام» تضع خطة مكتوبة للتخلص من الرئيس المنتخب عبر الصناديق، بانقلاب عسكرى.
وأخيرا فليسقط الخبراء الاستراتجيون المصريون الذين تبنوا حملة الخداع الأمريكية على المصريين، وإجبارهم على تصديق الشعارات الوهمية والكارثية المدمرة، والمتاجرة بها لابتزاز الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة