يواصل معرض أسرار مصر الغارقة فى إبهار العالم، حيث افتتح المعرض للجمهور، اليوم الجمعة، ويستمر حتى يوليو المقبل، وهى ثالث محطاته بعد النجاح الذى حققه فى لندن وفرنسا، وأكد العنانى أن الوزارة اتخذت كل الإجراءات القانونية والتأمينية اللازمة والتى تضمن سلامة جميع القطع الأثرية الموجودة بالمعرض حتى رجوعها إلى أرض الوطن.
وأشار العنانى إلى النجاح الذى حققه المعرض فى محطاته السابقه بمدينتى باريس ثم لندن، متمنياً أن يحقق مزيد من النجاح فى آخر محطاته حيث تحرص وزارة الآثار لإقامة المزيد من المعارض الأثرية فى مختلف مدن وعواصم العالم أجمع، لما تلاقيه من إقبال من كل محبى الحضارة المصرية القديمة وتعريفهم بما تحويه الحضارة المصرية من كنوز أثرية، كما أنها تعد خير وسيلة ترويجية لزيارة مصر واستعادة حركة السياحة.
معرض أسرار مصر الغارقة يضم 293 قطعة تم اختيارها من عدد من المتاحف المصرية وهى مكتبة الإسكندرية والمتحف اليونانى الرومانى والمتحف البحرى والمتحف القومى بالإسكندرية، والمتحف المصرى، ويأتى من بين أهم القطع بينها تمثال صغير من البرونز لأحد الفراعنة- عثر عليه فى هيراكليون- أبو قير – يبلغ ارتفاعه حوالى 20.5 سم، منحوت بدقة عالية، وقد تم اكتشافه فى الجهة الغربية الجنوبية من معبد آمون جرب فى هيراكليون، ويظهر التمثال وهو واقف يرتدى التاج الأزرق والنقبة المعتادة (الشنديد الملكى) متخذا وضع المشى، يمسك عصا فى يده اليمنى، يعتقد أن يكون هذا التمثال لأحد ملوك الأسرة الثلاثين أو ربما هو الملك "بسماتيك الثانى" من الأسرة السادسة والعشرين وذلك وفقًا للكتابات الموجودة داخل الخرطوش الموجود على الحزام، تمثال للإلهة "تاورت" من عصر الأسرة السادسة تظهر فيه الآلهة على هيئة فرس النهر واقفة تستند على كفوف الأسد، تميمة على هيئة عين حورس (الأوجات) من العصر البطلمى من حفائر هيراكليون، خليج أبو قير.
حقق المعرض نجاحا كبير فى فرنسا حيث تم افتتاحه فى 7 سبتمبر 2015، حيث استطاع المعرض أن يجذب أكثر من 160 ألف، حسبما ذكرت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف، والتى أكدت على أن المعارض الخارجية تعمل على الترويج للمتاحف والمواقع الأثرية، بالإضافة لوضع مصر على خريطة السياحة العالمية، هذا إلى جانب الدعاية التى تقوم بها الدولة المستضيفة للمعرض، يساعد على الترويج لمصر سياحيا.
وجذب المعرض العديد من الزوار وكان أبرزهم العاهل المغربى الملك محمد السادس، وعلق على زيارته الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قائلا: إن الدور الأساسى للمعارض هو جذب للزوار، ويعتبر أى معرض يقام خارج مصر هو عبارة عن سفير لآثار مصر فى البلد المضيفة بهذا المعرض، وبالتالى كان هذا رأيى بهذا الموضوع والذى لا أغيره أبدًا وهو أن المعارض الخارجية ضرورة ملحة، وفى الوقت الحالى يعد دعوة للسياحة لمصر، وبالتالى نظرًا لأحوال التى تمر بها البلاد من عدم وجود سياحة كافية، فنقوم نحن بتنظيم المعارض الخارجية وعرض قطع أثرية مصرية مميزة.
وأوضح الدكتور مصطفى أمين، فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع"، أن المعارض الخارجية هدفها الأساسى جذب الأجانب، مشيرًا إلى أنه بعد الآراء التى تقول إنه عندما نقيم معرضًا فى الخارج لأى دولة نقلل عدد الزائرين من هذه الدولة على مصر، ولكن هذه الفكرة خاطئة وبالعكس عندما نقيم معرضًا فى الخارج والأجانب يشاهدونها تتكون لديهم فكرة حول الحضارة المصرية القديمة، وبالتالى يكون لديهم المعلومات الكافية بأن هناك معابد وأهرامات، والأماكن الأثرية الكثيرة بمصر، وهنا تكون الدعوة وحس الأجانب للنزول لمصر ومشاهدة أصل الحضارة على الطبيعة، بالإضافة للأعمال الدعاية للمعارض ونحن نقوم بعمل دعوة وتحريك للناس التى قد تسهو لبعض الفترات عن وجود حضارة عظيمة وقديمة مثل الحضارة المصرية، وبهذه المعارض تذكرة بوجود هذه المعارض الخارجية التى يكون عليها إقبال كبير من قبل الأجانب بالدولة المستضيفة لهذا المعرض، وبهذه المعارض تمت الدعوة وقمت بتنشيط السياحة بالفعل.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن وسائل الإعلام التى تتحدث عن المتحف بالخارج تقوم بدور كبير فى الدعاية للمعارض، بالإضافة لما تنشره حول الشخصيات المهمة التى تزور المعرض، والتى كان آخرها الملك محمد السادس، ملك المغرب، وهنا المعرض الخارجية تعمل تحت شعار "هنا مصر وأم الحضارات، وتعمل على تنشيط السياحة بشكل لا نحلم به".
وفى 17 مايو 2016 تم افتتاح المعرض فى محطته الثانية بلندن، وقد حضر مراسم الافتتاح كل من الدكتور ناصر كامل السفير المصرى بلندن وفرانك جوديو رئيس البعثة الفرنسية والدكتور "نيل سبنسر" مدير القسم المصرى بالمتحف البريطانى وعدد من المثقفين البريطانيين والمصريين المقيمين فى بريطانيا ولفيف من الأثريين والإعلاميين والصحفيين المصريين والبريطانيين، بالإضافة إلى وفد من وزارة الآثار ضم كلا من المهندس وعبد الله أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات والأستاذة تسبى السيد على وكيل متحف آثار مكتبة الإسكندرية.
وبالفعل حقق نجاحا كبيرا فى لندن أيضا، وقالت إلهام صلاح الدين، إن معرض "أسرار مصر الغارقة" حقق نجاحا كبير بإنجلترا، ويستمر المعرض حتى شهر نوفمبر القادم مقابل مادى 360 ألف يورو، وأضافت أن المعرض يسلط الضوء على تراث مصر الغارق واثنين من أهم المدن الأثرية لكنها دمرت بسبب زلزال مدمر أطاح بهما، لكن احتفظ البحر المتوسط بمعالم هذه المدن العريقة.
وأضافت إلهام صلاح الدين، أن معرض "أسرار مصر الغارقة" حقق نجاحا كبير فى فرنسا وإنجلترا، ومن المتوقع أن يحقق أيضا نفس النحاج فى سويسرا، ويستمر المعرض حتى شهر نوفمبر القادم مقابل مادى 360 ألف يورو.
هذا وقد لفتت إلهام صلاح الدين، إلى أن هناك فائدة أخرى للمعرض حيث يتم صيانة وترميم الآثار المسافرة بأحدث الطرق، بالإضافة لتوثيق هذه الآثار بالطرق الحديثة وبالطبع فإن كل ذلك على نفقة الجهة المنظمة للمعرض وهى مبالغ ليست بالقليلة، كما يرافق المعارض فى مراحلها المختلفة "النقل، الفض، العرض، التغليف"، مرافقين من تخصصات مختلفة مثل شرطة السياحة والآثار والمرممين والأثريين وهو ما يوفر فرصه طيبه للاحتكاك بالخبرات الدولية فى هذه المجالات فى كل من متحف زيورخ والمتحف البريطانى وهما من أعرق متاحف العالم ويأتيهما الزوار من كل حدب وصوب.
تدور فكرة المعرض حول المعبود أوزيريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية وتستغل فيه الآثار التى تم الكشف عنها فى الماء بواسطة بعثة المعهد الأوروبى للآثار تحت الماء، سواء المخزنة أو المعروضة فى كل من متحف الإسكندرية القومى ومكتبة الإسكندرية مدعوما ببعض القطع الأثرية من المتحف المصرى والمتحف اليونانى الرومانى.
وأن أهم هذه القطع هى التماثيل العملاقة (ارتفاع 5 أمتار) لملك وملكة غير معروفين من العصر البطلمى والمعبود حعبى، وكذلك لوحة هيراكليوم وهى اللوحة التوأم للوحة نقراطيس المحفوظة بالمتحف المصرى بالإضافة للوحة أطلقنا عليها اسم هيركليوم انتشلت من موقع هيراكليوم (6 x 4 أمتار) وهى لوحة مكتوبة باللغتين المصرية القديمة (هيروغليفية) واليونانية ترجع لعصر بطلميوس الثامن.
كما يتم عرض مجموعة من الرؤوس للمعبود سرابيس وتمثالان لملكتين بطلميتين مرتديتين ملابس إيزيس من موقع كانوب، أما من الميناء الشرقى فيعرض تمثال الكاهن، كما يعرض مجموعة من اللقى الفخارية من المواقع الثلاثة وتماثيل برونزية صغيرة وبعض الأدوات البرونزية وخاصة مجموعة من المغارف التى تم الكشف عنها بمعبد المدينة، هذا إلى جانب مجموعة من الحلى والتمائم من المواقع الثلاثة، هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآثار من كل من المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والمتحف المصرى بالقاهرة والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بعبادة أوزوريس فى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية مثل عجل ابيس وتمثال سرابيس الخشبى وعمود جت وعين ودجات وتماثيل أوزوريس وإيزيس وحورس على شكل إنسان أو صقر وحربوقراط وما يخصهم من آثار أو المعبودات التى تشبهت بهم فى العصور المختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة