لماذا يغضب الناس من أجل الشعر السىء أكثر من الروايات السخيفة؟

الجمعة، 10 فبراير 2017 09:00 ص
لماذا يغضب الناس من أجل الشعر السىء أكثر من الروايات السخيفة؟ معرض القاهرة الدولى للكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يزال الدفاع عن الشعر أمرا مهما يشغل بال الكثير من الناس، وليس المثقفون فقط، ولعل أزمة ديوان "خمسة خصوصى" لـ على حسن، أعادت إلى الأذهان الهجوم الذى تعرض له أيضا المطرب زاب ثروت بعدما أصدر ديوان تحت اسم "أجندة"، إضافة إلى الهجوم الذى تعرض له أيضا ديوان عمرو قطامش "هرتلة فوق النيل" والذى قال عنه "قطامش" إنه من نوعية الشعر الحلمنتيشى.

 

اعتبر الناس أن ما يحدث هجوم حاد ومستمر على الشعر، لكن الملاحظ أن هناك روايات ضعيفة، بل "ساذجة" لكن الناس لم يغضبوا من أجلها غضبة الشعر، وفى هذا التقرير نرصد أراء بعض الشعراء عن هذه الظاهرة:

 

من جانبه قال الشاعر إبراهيم داوود، إن ذلك ظواهر طبيعية، وإن الجميع من حقه أن يطبع أو ينشر أى عمل أدبى له سواء شعر أو رواية، طالما أن فى نهاية الأمر هناك جمهور وقارئ يقيم، إلا أنه أكد على أن أرقام التوزيع التى نظهر لا تشغله وليست معيار للحكم على جودة المكتوب.

 

وأضاف "داوود" أنه يتمنى أن يكتب الجميع شعرا مهما كان ويكون هناك 90% سىء و10%جيد، فكتابة الشعر أفضل من أن يتجه إلى أى عمل آخر تخريبى على سبيل المثال.

 

وشدد "داوود" على أن الشىء الوحيد الذى يرفضه فى مثل تلك الأعمال، هى أن تكون صادرة عن المطابع الحكومية، لأنها فى النهاية من أموال الشعب، فلا يصح إن يتم تدعيم مثل تلك الأعمال من الحكومة، أما إذا كانت على حساب صاحب الديوان فلا مانع موضحا: كل واحد حر ينشر اللى هو عاوزه".

وأكد داوود أن مصر الآن تشهد حالة شعر غير مسبوقة، مبررا ذلك بوجود عدد كبير من الشعراء الجيدين فى مصر، بخلاف العصور السابقة التى قد تشهد 3 أو 4 شعراء جيدين فقط، على حد وصفه.

 

فيما قال الشاعر أشرف البولاقى، إنه من الصعب تحديد سبب واحد للهجوم على الدواوين الشعرية الضعيفة فى مقابل، التغاضى عن الروايات الضعيفة وما أكثرها، وذلك ربما بسبب اقتران الشعر بالأسطورة، ورغبة الإنسان الدائمة فى الاقتراب والتماهى مع الأساطير منذ نشأة الشعر وهناك الجن ووادى عبقر وفكرة الوحى، بينما الرواية قائمة على السرد والوقوف على التفاصيل، على حد وصفه.

 

وأضاف "البولاقى" من الأسباب الأخرى أيضا سهولة ويُسر الكشف عن المزيف والحقيقى فى السرد، وصعوبة ذلك فى الشعر لأنه مختلف ومتعدد ويحتما طرائقَ وأساليب لا حصر لها؛ ومن ثم يمكن أن تجد فى طبقة الشعراء مَن يستطيع أن يندس بين ممثليها كذبًا وادّعاءً، بينما ذلك جد عسير فى السرد.

 

وتابع "البولاقى" من الأسباب الأخرى المهمة مكانة الشعر والشعراء فى ثقافة العرب، وهى المكانة التى جعلت من الشعر ديوان العرب، وجعلت من الشاعر المتحدث الرسمى للقبيلة ومن ثم للأمة ومن ثم للشعب، وهو التصور الذى لا يزال متغلغلا فى بنية الثقافة العربية حتى يومنا هذا، وهو ما يَطمِع كل امرئ أن يرتدى عباءة الشعر.

 

وأوضح "البولاقى" قائلا، أن يكون المرء شاعرًا فهذا معناه تواصله مع السماء ومع المقدّس ولو حتى على مستوى التصور الذهنى، بعكس الرواية التى يقف تصور التلقى الذهنى فيها عند القدرة فقط على الحكى والتشويق.

وتابع "وأخيرًا ارتباط الشعر بفكرة النبوة من حيث الوحى والإلهام والتلقى، بعكس السرد والنثر الذى لو تأملتَ تاريخه العربى لوجدتَ أنه عاش بعيدًا عن الأضواء، وتعرّض كتَّابه ورموزه لشتى أنواع القهر والاضطهاد كعبد الحميد بن يحيى الكاتب وابن المقفع وغيرهما،  الأضواء للشعر دائمًا، والتجاهل والنسيان والتهميش والإقصاء للسرد والنثر".

 

بينما قال الشاعر الشاب وائل فتحى، إنه لا يظن أن الضجة المثارة حول بعض الكتابات التى تباع بمعرض الكتاب تحت مسمى شعر العامية، دافعها هو القلق على مستقبل هذا النوع الأدبى، أو حتى الرثاء لحاله، بل هى "الحفلة" التى تتجدد كل يوم وكل ساعة مع "التريند" الجديد.

 

موضحا أن الأمر لا يعكس اهتمام الجماهير المشاركة فى "حفلة القلش" على تلك الكتابات، اهتماما خاصا بالشعر على حساب الرواية أو على حساب أى نوع أدبى آخر.

 

وتابع موضحا "فا نجد اهتماما مماثلا بالتجارب التى لفتت الانتباه وتستحق الرهان عليها وهى موجودة ومتحققة، لكن أين من يبحثون عن الشعر وينزعجون مما يعتبرونه إسفافا، فإذا كان الأمر يعنيهم ويقلقهم حقا، فليذهبوا إلى المعرض ويتعرفوا على أجيال مختلفة وكتابات مختلفة تثرى شعر العامية".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة