تحيى إيران اليوم، الجمعة، ذكرى التحول من نظام ملكى إلى جمهورى بعد اندلاع الثورة الإسلامية فى 1979، لتنقلب الحياة التى عرفها الإيرانيون رأسا على عقب بعد تغيير النظام المفاجئ.
وهناك مشهدين حولا حياة الإيرانيين حتى اللحظة، تمثل الأول فى 16 يناير 1979، عندما ترجل شاه إيران بخطى ثقيلة نحو طائرة تقله للمرة الأخيرة عن وطنه، تاركا وراءه التاج والعرش، والثانى فى 1 فبراير 1979، عندما ترجل "الخمينى" وهو شيخ معمم ذو لحية كثيفة بيضاء، يساعده قائد قمرة القيادة للطائرة الفرنسية من طراز بوينج 747، تظهر عليه علامات الكهولة، يلحق به من الخلف رجال معممين، لتنتهى بذلك حقبة وتبدأ أخرى تغير حسابات وتوازن المنطقة.
وفى 1979، أرغمت التظاهرات العارمة فى العاصمة طهران، والاضطرابات الشعبية الهائلة إثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعاليم ضد الاضطهاد والظلم، شاه إيران محمد رضا بهلوى على مغادرة بلاده بغير رجعة، ليعود الخمينى من منفاه ليناهض سياسات الغرب و"التغريب" فى بلاده، ويرفع شعار "الموت للشيطان الأكبر"، غير أن بعض الوثائق التى رفعت عنها السرية العام الماضى، كشفت عن مراسلات له مع الإدارة الأمريكية بقيادة كارتر مهدت له طريقاً من أجل عودته بمنع الجيش من تنفيذ انقلاب عسكرى، وأثار الكشف عن هذه التفاصيل الغضب داخل إيران.
.
ويسجل اليوم، الذكرى الـ38 على مشهد عودة الخمينى إلى إيران، الذى يتزامن مع إحياء الجمهورية الإسلامية فى إيران ذكرى انتصار ثورتها الإسلامية، والإطاحة بالنظام الشاهنشاهى، وتأسيس جمهورية إسلامية بقيادة آية الله الخمينى، مع المواجهة والتراشق المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب وإيران، وسط اتهامات لطهران بمواصلة برنامجها الصاروخى، وانتهاكات ملف حقوق الإنسان بالداخل.
وقال خامنئى فى معرض رده على تهديدات ترامب "إن تهديدات الرئيس الأمريكى لا تخيف طهران، مضيفا أن واشنطن سترى قريبا مواقف الشعب الإيرانى".
ويحشد الإيرانيون اليوم، إلى تظاهرات كبرى، يتم فيها إحراق العلمين "الأمريكى والإسرائيلى" وترفع شعارات مناهضة للغرب.
.
ويرى مراقبون أن الذكرى الـ 38 لثورة إيران، تتزامن مع صراع مشتعل داخل الجمهورية الإسلامية بين التيارات والتوجهات السياسية، على خلفية التوتر مع الولايات المتحدة، عقب اطلاق طهران اختبار صاروخى باليستى، واختلاف سيناريوهات المواجهة لدى التيارين الإصلاحى والمتشدد، على اعتاب انتخابات رئاسية مقبلة مزمع عقدها فى مايو المقبل.
كما تحيى ذكرى الثورة الإسلامية، بعد مرور شهر من وفاة رفيق الخمينى "أكبر هاشمى رفسنجانى" زعيم التيار المعتدل ورئيس تشخيص مصلحة النظام فى يناير الماضى، وسط بحث هذا التيار بين كوادره عن أب روحى للتيار المعتدل والإصلاحيين.
هكذا تحيى طهران ذكرى ثورتها الإسلامية وسط تحديات للنظام ومخاوف عودة العقوبات الأمريكية مجددا، بعد صعود الرئيس ترامب، الذى يتبنى هو وفريقه سياسة تقويض طهران فى المنطقة بعد أن منحت لها إدارة أوباما قبلة الحياة بتوقيع اتفاق نووى يراه ترامب من أسوأ الاتفاقيات.
