ارتفاع أسعار السكر يهدد صناعة الحلويات بدمياط.. 200 عامل فى 190 مصنعا ينتجون 30 ألف طن سنويا.. تراجع الإنتاج وتقليل العمالة لارتفاع أسعار الخامات الأساسية.. وإضافة الفواكه بديلا فى بعض المنتجات

السبت، 11 فبراير 2017 11:01 م
ارتفاع أسعار السكر يهدد صناعة الحلويات بدمياط.. 200 عامل فى 190 مصنعا ينتجون 30 ألف طن سنويا.. تراجع الإنتاج وتقليل العمالة لارتفاع أسعار الخامات الأساسية.. وإضافة الفواكه بديلا فى بعض المنتجات صناعة الحلويات فى دمياط
دمياط - عبده عبد البارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواجه صناعة الحلويات بمحافظة دمياط، العديد من المشكلات والتحديات التى تسببت فى تراجع الإنتاج وتقليل العمالة نتيجة ارتفاع أسعار الخامات الأساسية التى تدخل فى تلك الصناعة التى اشتهرت محافظة دمياط بها منذ القدم وخاصة صناعة الحلويات الشرقية مثل البقلاوة والبغاشة والهريسة والكنافة والقطايف واحتكرت المشبك والبيتزا وأصبح من المحال أن يعود أى زائر من دمياط بدون مشبك أو يعود أى زائر لرأس البر بدون فطير.

صناعة الحلويات
صناعة الحلويات
 

وعلى الرغم من شهرة محافظة دمياط عن غيرها من محافظات الجمهورية بصناعة الحلويات بجميع أنواعها " المشبك – الهريسة – اللديدة – الكنافة- الفطير "  إلا أنه لا توجد شعبة لمصنعى الحلويات بالغرفة التجارية بالمحافظة كما لا يوجد أى كيان يضمهم .

 

وأكد دليل محافظة دمياط السياحى للعام 2016  أن صناعة الحلويات بالمحافظة يعتمد الإنتاج بها على القطاع الخاص إذ يوجد بالمحافظة 190 مصنعا للحلويات يعمل بها ما يقرب من 2000 عامل وتبلغ الطاقة الإنتاجية 30 ألف طن سنويا .

صناعة الحلويات الشرقية
صناعة الحلويات الشرقية
 


المشكلات التى تواجه الصناعة

تواجه صناعة الحلويات حاليا العديد من الصعوبات والمشكلات التى ساهمت فى تراجع الإنتاج وتقليل العمالة وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخامات الأساسية التى تعتمد عليها تلك الصناعة وبخاصة السكر والدقيق والمكسرات وهو ما تسبب فى تزايد سعر منتجات الحلويات إلى أكثر من 30% وهو ما تسبب فى إحجام المواطنين عن الشراء وهو ما اضطر أصحاب المحال لتقليل الإنتاج وتخفيض العمالة والاستعانة ببدائل عن السكر لتقليل التكلفة إذ يتم استخدام الفواكه بكثرة فى الحلوى.

   
يقول محمود، مدير أحد مصانع الحلويات بدمياط  إن هناك عدة مشكلات أبرزها عدم توافر الخامات فضلا عن ارتفاع أسعارها وخاصة السكر الذى ارتفع بشكل كبير والعسل والدقيق والمكسرات وهو ما تسبب فى رفع تكلفة المنتج إلى 30% وهو ما تسبب فى رفع سعر كيلو المشبك من 13 جنيها إلى 19 جنيها ما أدى لإحجام المواطنين عن الشراء لأن الحلويات ليست وجبة أساسية لدى المواطنين ، مؤكدا أن هناك تراجع بنسبة 40% فى المبيعات بسبب ارتفاع  أسعار الخامات الذى رفع بدوره سعر الحلويات بشكل عام

صناعة الحلويات الغربية
صناعة الحلويات الغربية

 

وعبر محمود ،عن المتاعب التى تواجه القائمين على صناعة الحلويات  في التعايش مع أزمة السكر، مؤكدا أنها أصبحت شبحا يهدد أصحاب محال الحلويات بالتوقف عن العمل، فهي المادة الأولية، مرجعاً ارتفاع الأسعارمؤخراً إلى ارتفاع سعر الدولار.

 

وتابع نور، مدير إنتاج بأحد مصانع الحلويات أن كل الخامات المستخدمة فى صناعة الحلويات ارتفعت وليس السكر فقط، فالدقيق والمكسرات والعسل كل المواد الخام زادت وبشكل كبير واضطرنا لتقليل الإنتاج والتكلفة من خلال إضافة الفواكه بديلا عن السكر فى بعض المنتجات ، مضيفاً أن الأمر لم يتوقف عند ارتفاع الخامات بل ارتفعت أيضا أسعار الغاز الطبيعى الذى نعتمد عليه كلياً فى التصنيع وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء التى نعتمد عليها فى حفظ المنتجات فى الثلاجات.

محمود مدير احدى المصانع
محمود مدير احدى المصانع
 

وكشف نور، عن تراجع المبيعات بسبب إحجام المواطنين على شراء الحلويات لأنها لا تمثل بالنسبة لهم طعاماً أو وجبة أساسية بل تعد عند الكثيرين سلعة ترفيهية أو تكون هدية للمواطنين الذين يزورون بعضهم البعض.


 أصل صناعة الحلويات بدمياط



البداية كانت بالقهاوى واشتهرت مدينة دمياط وخاصة ميدان سوق الحسبة وشوارع النقراشى والتجارى والشرباصى والشارع الجديد" الجلاء" وكانت تلك القهاوى تسمى بمقاهى الاصطباحة حيث كانت لا تقدم سوى مشروب عبارة عن كوب لبن وبجواره طبق حلويات يتكون من الهريسة والبقلاوة والبغاشة وكنافة بالكريمة أو طبق عبارة عن جبنة بيضاء وزيتون وبيض مقلى وعسل أبيض وزبادى  ورغيف خبز هذا فى فترة الصباح وفى المساء تبيع تلك القهاوى اللبن وكانت تلك القهاوى لا تقدم أى مشروبات أو دخان " جوزة أو شيشة" كباقى المقاهى وعندما يحل رمضان تتحول تلك المقاهى لعمل الكنافة الشعر والقطايف ويتم بيعها للمواطنين لتقوم ربات البيوت بعملها فى المنزل.
نور مدير انتاج احد المصانع

نور مدير انتاج احد المصانع

 

بداية صناعة الحلويات



كانت جميع القهاوى والمحلات تقوم بعمل الحلويات ويتم تجهيزها بفرن الشربتلى بسوق القنطرة إذ كان هذا الفرن هو الوحيد الذى بشوى الأسماك صباحا ومساء يجهز الحلويات وكان أصحاب محلات الحلوى يحجزون مسبقاً من خلال سحب الصاجات وملئها بالحلويات لإدخالها الفرن.

المثير أن حلوى البقلاوة والبغاشة كانت تحتاج لصنايعية خاصة تختلف عن باقى صانعى الحلويات الأخرى وخاصة أنها كانت تعتمد على صناعة "الرق " وهى المادة التى تصنع منها حلوى البقلاوة والبغاشة وتخصص فى تلك الحلوى " الفطايرى وأبو العلا" حيث كانا يصنعان البقلاوة والبغاشة وبيعها للمحلات لإعادة بيعها للمواطنين وكان أول مصنع حلويات اعتمد على نفسه فى تلك الحلوى هو مصنع "تعيلب".

وكانت محلات ومقاهى الاصطباحة تقتصر على صناعة الكنافة والقطايف وبيعها للمواطنين الذين يقومون بعملها فى المنازل  ومن أشهر تلك المحال الصواف وأبو العلا وشواش ومع نهاية السبعينيات بدأت محال الحلويات تقوم بصناعة الكنافة والقطايف بالكامل فى محلاتها وبدأت تتطور من خلال عملها بالكريمة والقشدة والمكسرات والفواكه، ومن أشهر مقاهى الاصطباحة التى تحولت لمحال حلويات شهيرة فشور وركن النيل وأبو طبل ووالى ودعدور وحرات وأبو صير وأبو العلا والفطايرى وشواش والمنشى .
 

 

 
احد عمال صناعة الحلويات الغربية
احد عمال صناعة الحلويات الغربية

 

صناعة حلوى المشبك
صناعة حلوى المشبك

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة