- إيهاب جلال وطارق العشرى وضعا مدرب الأهلى فى موقف صعب أمام الجماهير
منذ رحيل الساحر «مانويل جوزيه» عن القلعة الحمراء، ولم يأتِ مدربا فى قيمة وقامة النادى الأهلى بسمعته القارية والعربية والعالمية أيضا، من حيث تحقيق البطولات، والشعبية الجارفة التى يتمتع بها.
وعندما تولى حسام البدرى المسؤولية الفنية لنادى القرن، خلفا للمدرب الهولندى «مارتن يول» ذى السمعة العالمية «نظريا»، والواقع المزرى «عمليا»، توسم عشاق النادى التاريخى لمصر، خيرا، لأنهم يرون فيه تلميذا نجيبا للساحر البرتغال مانويل جوزيه، عندما عمل معه لسنوات طويلة.
وبدأ حسام البدرى، مسيرته بتحدٍ كبير، وإثبات أنه المدرب المصرى العبقرى، الذى ستناطح موهبته التدريبية «الساحر البرتغالى» ومحمود الجوهرى، وحسن شحاته، معتبرا النادى الأهلى بوابته الكبيرة للمرور منها لتدريب منتخب مصر الوطنى.
بدأ حسام البدرى، يستخرج من مخزون قريحته الفنية، الكثير، وحاول جاهدا أن يرسم له صورة مختلفة، مضمونها التطوير ومواكبة الطريقة «البرشلونية»، من حيث «التكتيتك» والقدرات الهجومية، واللعب الجماعى، وعدم الاعتماد على نجم واحد، وأن النجم هو «جماعية الفريق» .
وبدأ عهده بانتصارات جيدة، وفاز على منافسه التقليدى الزمالك، وزاد الأمل فى إعادة الأهلى إلى صدارة الأندية الأفريقية، أداء، وفوزا، وتحقيقا للبطولات، خاصة أن إدارة النادى وفرت له عددا من اللاعبين الجدد من فئة النجوم ودفعت الملايين فى مقابل ضمهم لصفوف الفريق.
وانتظرت جماهير النادى الأهلى مشاركة النجوم الجدد لإحداث الفارق، وطال الانتظار، ومرت أسابيع ثم شهور، ثم الدور الأول بأكمله، ولا يوجد تبرير على لسان حسام البدرى لاستبعاد الصفقات الجديدة سوى أنه يجهزهم ويعدهم ليظهروا بمستوى لائق.
وتوقف الدورى 40 يوما كاملة من أجل مشاركة المنتخب الوطنى فى بطولة الأمم الأفريقية، وكانت فرصة رائعة لحسام البدرى أن يظهر عبقريته التدريبية، وأن يجهز الصفقات الجديدة، ولكن فوجئت جماهير النادى الأهلى بخلو قائمة الفريق الذى واجه الزمالك فى كأس السوبر، من جميع اللاعبين الجدد ما عدا «جونيور آجاى»، ولم يشاهدوا عمرو بركات، أو كوليبالى، أو ميدو جابر، أو محمد الشناوى، أو على معلول، بجانب طرد جون أنطوى ومحمد حمدى زكى، والغريب أن حسام البدرى لديه إصرار مقيت وسمج أن يستبعد على معلول نجم منتخب تونس، الذى أدى بشكل رائع فى بطولة الأمم الإفريقية، من القائمة نهائيا، وأصر على الدفع بحسين السيد، أسوأ لاعب فى مباراة القمة الأخيرة، عن جدارة واستحقاق.
ونسأل الكابتن حسام البدرى، لماذا كل هذا الغرور والعنت فى عدم الدفع بالصفقات الجديدة، وهل حضرتك مدرب كرة أم مهندس كيميائى؟ فكل تصريحاتك نستشعر منها أنك أمام معادلات كيميائية، مهموم بالاعتكاف على حلها، وفك رموزها، وأن مسألة الدفع بالنجوم الجدد، أمر خطير، ربما يحتاج إجراءات تأمين تضاهى إجراءات تأمين المفاعلات النووية الكبرى، مع أن هناك مثالين وضعاك فى خانة الإحراج الشديد، وهما، طارق العشرى الذى دفع بمحمد حمدى زكى المنتقل من النادى الأهلى لفريق إنبى، فى أول مباراة خاضها الفريق وسجل هدفا رائعا فى مرمى فريق الاتحاد السكندرى، والمثال الثانى، إيهاب جلال، المدير الفنى لفريق مصر المقاصة، الذى دفع بجون أنطوى فى أول مباراة وسجل هدفين رائعين، ومن ثم فإن العيب ليس فى اللاعبين ولكن فى العين التى تُقيم، والمدرب الفاهم الواعى القادر على التوظيف الجيد، ومنح حصص تدريبية إضافية لزيادة مساحات التفاهم.
ما يفعله حسام البدرى، غرور وكبر غير مبرر، فلا يمكن أن على معلول يجلس على الدكة ليلعب حسين السيد أو صبرى رحيل، ولا يمكن لمدرب فاهم يمتلك أدواته يبدأ بعبدالله السعيد، المنهك، وإذا تطلب الأمر كان يضعه احتياطيا، يستعين به فى نهاية المباراة كورقة رابحة، وليس من بداية المباراة، حسام البدرى المدرب الوحيد فى الكون الذى يؤمن بأن اللاعب الجديد لابد أن يهدر عاما كاملا من عقده حتى يتأقلم ثم يلعب، ولا يمنحه الفرصة الكاملة، حتى يثبت أن كل الصفقات فاشلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة