لم تعد هناك عاصمة تتفاخر بأنها ساهرة إلى مطلع الفجر، باستثناء القاهرة التى لم تتعود على الظلام منذ انتهاء عصر المخابئ والغارات الليلية، فلم تتقبل فكرة أن تغلق المحال أنوارها وأبوابها فى الحادية عشرة مساءً خوفا على زبائنها واعتدادا بعراقتها، لكن التاريخ لم يتطرق أبدا إلى وجود رابط بين العراقة واستهلاك الكهرباء ببذخ، كما هو حاصل الآن، ولكى نغير نمطنا الاستهلاكى يجب أن نغير أولا عاداتنا الشرائية، فالزبون لم يعد على حق مادام يأتى فى آخر لحظة ويشترى ما لا يحتاجه، والكهرباء فى ظروفنا هذه سلعة غالية تتعرض للسرقة تحت كل كوبرى وفى الأسواق، لكن الحكومة تعرف ولا تلقى بالا لأنها تخشى لمس الأسلاك العارية وتتركها للناس يستغلونها أو تقتلهم صعقا فى الشوارع.
فاتورة الساهرين حتى الصباح