أوروبا ستغرق بدون ميركل.. المرأة الحديدية تمسك بزمام الأمور فى الاتحاد الأوروبى.. ومهددة بهزيمة فى الانتخابات الألمانية.. ومن يشغل منصب مستشار ألمانيا بعد ميركل لن يكون مستشار أوروبا

الإثنين، 13 فبراير 2017 03:00 ص
أوروبا ستغرق بدون ميركل.. المرأة الحديدية تمسك بزمام الأمور فى الاتحاد الأوروبى.. ومهددة بهزيمة فى الانتخابات الألمانية.. ومن يشغل منصب مستشار ألمانيا بعد ميركل لن يكون مستشار أوروبا أوروبا ستغرق بدون ميركل
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد ألمانيا لعقد انتخابات فى سبتمبر المقبل، وسوف يختار الألمان شخصا آخر بدلا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن المتوقع أن يكون هذا الشخص إما رئيس البرلمان الأوروبى السابق مارتن شولتز (التوقع الأكبر)، أو وزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير، وفى كلا الحالتين فإن أوروبا ستتأثر بشكل سلبى كبير بعد ميركل، حيث إن الشىء الوحيد المؤكد هو أن من يشغل منصب مستشار ألمانيا لن يكون مستشار أوروبا بحكم الأمر الواقع، كما كانت الحال من قبل.

 

واعتبار ميركل مسئولة عن الاتحاد الأوروبى يرجع إلى السياسة التى فرضها المستشار الألمانى السابق هيلموت كول الذى فرض هذا الحال، فبعد إشرافه على إعادة توحيد ألمانيا فى 1989-1990 بدأ فى ملاحقة ما اعتبره مهمة تاريخية والتى تمثلت فى توحيد أوروبا أيضا، وقاد أوروبا إلى الاتفاق على معاهدة ماستريخت فى 1991 إلى القرارات الحاسمة حول شكل عملة اليورو فى 1998.

 

وكانت أوروبا تتميز باقتصاد قوى، واعتقد الكثيرون أن السبب فى ذلك هو أن اليورو يغذى النمو الاقتصادى، ولكن مع الركود الاقتصادى بعد 2008، عندما وجدت منطقة اليورو نفسها فى مواجهة إفلاس الحكومة اليونانية، ظهر دور ميركل التى بدأت ببطء تمسك بزمام الأمور، وتصرفت وكأنها مستشارة أوروبا ولكن مصالح ألمانيا لم تغفل عنها، وواجهت فجوة هائلة بين موقف وزير المالية الألمانى فولفجانج شويبله، الذى كان يصر على فرض إجراءات تقشف قاسية على اليونان لقبول تسوية للأزمة المالية، وبين موقف رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس الذى كان يسعى إلى التخلص من قيود التقشف، وقاد حزبه اليسارى "سيريزا"  للفوز فى الانتخابات على هذا الأساس.

 

وفى النهاية نجحت ميركل فى فرض تسوية جنبت دول منطقة اليورو مخاطر إشهار إفلاس اليونان، وقبلها ظهرت مهارات ميركل فى التعامل مع أزمة أوكرانيا، ونجحت فى الاتفاق مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على الوصول لحل للأزمة ينهى الحرب.

 

لم تأت الإنجازات التى حققتها ميركل فى عام 2015 من فراغ، فقد قضت المستشارة الألمانية 10 سنوات فى زعامة ألمانيا منذ أن نجحت فى قيادة حزبها للفوز على منافسها، الحزب الاشتراكى الديمقراطى، فى الانتخابات العامة عام 2005، وانتزعت الحكم من زعيمه جيرهارد شرودر، وخلال هذه السنوات نجحت ميركل فى تحقيق نجاح اقتصادى كبير، من أبرز ملامحه الفائض الكبير فى الميزان التجارى والفائض فى الموازنة العامة للدولة، وانخفاض نسبة البطالة إلى نحو 6%، وهو أمر لم تشهده ألمانيا منذ توحيد شرقها وغربها عام 1990، ولذلك فهى حافظت على شعبية واسعة فى هذا الوقت.

 

واشتهرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتأنى فى اتخاذ القرارات، وتفضيل الخطوات الصغيرة فى معالجة القضايا السياسية، وتأجيل حسم الكثير من الملفات بشكل يثير انتقاد منافسيها، ويخالف نهجها نهج من سبقها مباشرة فى قيادة ألمانيا، جيرهارد شرودر، الذى اشتهر بالحسم وسرعة اتخاذ القرار، ولكن على الرغم من إنجازات ميركل الكبيرة سواء فى ألمانيا أو أوروبا، إلا أنها تتعرض لانتكاسة كبيرة فى الوقت الحالى، والتى تتمثل بإمكانية هزيمتها فى الانتخابات الأخيرة بسبب سياسة الباب المفتوح التى تتبناها ميركل تجاه اللاجئين، فبعد أن ظهر حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، والذى كان يمثل التهديد القوى أمام ميركل، تواجه ميركل من ناحية أخرى انتخاب مارتن شولتز، وأيضا فرانك فالتر شتاينماير.

 

ميركل فاجأت الجميع بطريقتها فى التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، فلم تكتف باتخاذ قرار حاسم بقبول اللاجئين، رغم المخاطر السياسية الواسعة لمثل هذا القرار، بل أعلنت تجميد اتفاقية شينجن، التى تلزم كل من يلجأ إلى أوروبا بتقديم طلب اللجوء فى أول دولة آمنة، لفترة من الزمن مراعاة للأزمة الإنسانية القاسية التى يعيشها اللاجئون السوريون.

 

ميركل استمرت فى سياستها رغم إدراكها احتمالات الهزيمة، فهى امرأة شجاعة، فحين سئلت ما إذا كانت ساذجة فى قراراتها بشأن اللاجئين عادت المستشارة الألمانية إلى ويلات الحروب كجزء أصيل من التاريخ الألمانى، واختصرت رؤيتها بأن الحفاظ على أوروبا موحدة يعنى إظهار الإنسانية تجاه الآخرين.

 

وأصبحت ميركل الأقرب لجائزة نوبل للسلام فى عام 2015 نظرا لدورها فى أزمتى الهجرة فى سوريا وأوكرانيا، كما أن لميركل دورا كبيرا كأحد المساهمين فى اتفاق مينسك الذى وقع مطلع 2015 وأدى إلى وقف لإطلاق النار، الذى يحترم فى شرق أوكرانيا، حيث تتواجه القوات الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا، وقد استطاعت أنجيلا ميركل أن تلقى شعبية أكثر إبان دورها الإيجابى فى معالجة مشكلة أوكرانيا عبر الانفتاح والحوار مع روسيا، جارتها الكبرى المدججة بالسلاح.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة