*تعديل الدستور وحذف اسم كمال أتاتورك من المناهج وتدمير تماثيله.. خطوات التنصيب
رسمت محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا، خريطة طريق جوهرية أمام الطاغية الداعم لكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية، رجب طيب أردوغان، لتحقيق حلمه الكبير بتنصيب نفسه سلطانا للمسلمين.
ولم يكن إنشاؤه قصرا رئاسيا فاخرا، ثم الصورة التى ظهر عليها فى أوائل يناير 2015، أثناء استقباله للرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو زمان، بالقصر الجديد بالعاصمة أنقرة، وخلفه جنوده يرتدون زيا عسكريا يعود للإمبراطوريات التركية الــ16، أمرا عاديا أو اعتباطا، ولكن جزء رئيسى من خطة أردوغان لتنصيب نفسه سلطانا عثمانيا.
خطوات أردوغان لتنصيب نفسه سلطانا للمسلمين، كان يحتاج تغيير الدستور ومنح نفسه صلاحيات أوسع وأكبر وأشمل، وإلغاء منصب رئيس الوزراء، وتشديد القبضة على تعيينات القضاء، لذلك أعطى الضوء الأخضر لتعديل الدستور، ودعوة الأتراك للاستفتاء على هذه التعديلات فى 16 إبريل المقبل.
«أردوغان» لم يترك فرصة الانقلاب الفاشل، تذهب هدرا، ولكن قرر توظيفها لتحقيق الهدف الأسمى، من خلال تسريع وتيرة عملية مسح الهوية العلمانية لتركيا، وسيطرة الطابع الإسلامى، وطرد كل المعارضين من العلمانيين من كل مفاصل الدولة، وحذف اسم مؤسس العلمانية فى البلاد، مصطفى كمال أتاتورك، من معظم المناهج، بل وإزالة تمثاله المهم من الميدان الرئيسى لمدينة «ريزا» مسقط رأس رجب طيب أردوغان.
تقارير إعلامية مهمة، من بينها وكالة «بلومبيرج» الأمريكية الشهيرة، اعتبرت نقل تمثال رمز العلمانية التركية، علامة فارقة فى تحديد مستقبل تركيا المقبل، ورسالة محورية مفادها أنه أخيرًا وبعد 15 عامًا من حكم أردوغان بدأت خطوات محو دولة أتاتورك العلمانية التى أنقذها من الإمبراطورية العثمانية وإعادة صياغة الجمهورية بطريقته الخاصة الأوتوقراطية والأكثر إسلامية.
ويعترف صراحة «نبى أفشى» مستشار أردوغان السابق، ووزير الثقافة والسياحة الحالى، بأن تركيا تشهد بالفعل تغييراً مهما، قائلا: «نحن نصنع بدلة جديدة لتركيا».
فى حين علق «سونر جاجابتاى» مؤلف كتاب «السلطان الجديد»، على تواتر الأحداث وسرعتها فى اتجاه تنصيب أردوغان سلطانا، قائلا: «أردوغان يعيد تشكيل الجمهورية بطريقة دينية واضحة وبطموحاتها وأطماعها المباشرة فى الأراضى العثمانية السابقة فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية».
أردوغان يسير بسرعة جنونية فى خطوات تنصيب نفسه سلطانا، دون أن يضع فى اعتباره المشاكل الداخلية التى تواجهه، مثل توقف نمو الاقتصاد التركى تحت وطأة الهجمات الإرهابية والقمع السياسى الذى أعقب الانقلاب العسكرى الفاشل، وإجراءات تطهير المحاكم وحملته على وسائل الإعلام وتدخله فى سياسة البنك المركزى، وانقلاب الأسواق ضده، وتراجع الليرة بشكل لافت أمام الدولار، بجانب تعرض التوجه القومى والشعبوى التركى للخطر الشديد.
الخطوات الثلاثة، من بين خطوات عديدة أخرى، تؤكد أن رجب طيب أردوغان، يتبنى عودة الدولة العثمانية بكل أطماعها فى المنطقة، وأن دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية بجانب التنظيمات الإرهابية، بهدف تحقيق حلمه الأكبر فى إعادة إحياء الخلافة العثمانية، وأن يصبح سلطانا للمسلمين، وهى نفس الأفكار التى تتبناها جماعة الإخوان الإرهابية بحكم العالم.
الإشكالية فى هذا السيناريو الذى ينفذ على أرض الواقع بخطوات سريعة، أنه يلقى قبولا ودعما من جماعة الإخوان، ودراويشهم، ولديهم مليون تبرير لهذه الخطوات، فى حين يرفضون تلميح مواطن مصرى واحد عن ضرورة تغيير عدد من مواد الدستور المصرى، ويطالبون بتعليق المشانق له، وتكفيره سياسيا ودينيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة