للمصريين فى المستشفيات الحكومية والجامعية، حكايات تفوق خيال أسوأ الأدباء مزاجًا، حين يريد أن يكتب عن شعور المعذبين فى أول يوم لهم بجهنم، الفرق الوحيد هو أنك لن تستخدم الرشوة لترتاح قليلًا من العذاب فى الجحيم، بينما فى «قصر العينى» عليك أن تحمل المريض بيد وفى اليد الأخرى تمسك عشرين جنيهًا جاهزة كإكرامية لكل من يتطوع لك بخدمة أو يوفر غرضًا طلبه الأطباء لإنقاذ حياة من معك، وللإنصاف فإن الأطباء هم أفضل ما فى هذه المستشفى رغبة فى الخبرة أو إيمانًا بالرسالة، لكن البقية يناسبها شعار التهذيب والإصلاح المرتبط بقسوة السجون، ربما لن تصدق أنك لن تجد كيس دم حين تحتاجه، أو أنك لن تحصل على بطانية إلا بمزيد من الفكة، وبالطبع خلال معاناتك هذه لن تلاحظ تردى حالة النظافة فى الطرقات والخردة المتراكمة بين المبانى، ورغم ذلك لا نريد أن نفرط فى التشاؤم، لأن من يعرفون الدكتور جابر نصار جيدًا يدركون أنه لن يترك تلك التفاصيل الصغيرة تفسد ما يفعله لاستعادة مكانة جامعة القاهرة.
«قصر العينى» تهذيب وإصلاح