لم يكن هناك حديث فى الشهور الثلاثة الماضية فى الوسط الفنى العالمى والإقليمى والمحلى إلا عن حكاية انفصال وطلاق الممثل العالمى براد بيت من الفنانة العالمية أنجلينا جولى وكواليس هذا الانفصال، لا أحد يعرف أو يهتم بجوانب أخرى إنسانية واجتماعية لأنجلينا، الوجة الآخر المشرق لهذه الفنانة التى ولدت فى يونيو 1975 فى لوس أنجلوس، وحاصلة على 3 جوائز جولدن جلوب، وجائزتين من نقابة ممثلى الشاشة، وجائزة أوسكار، وهو الوجه الذى يضع كثيرا من فنانينا العرب والمصريين فى مآزق إنسانى.
أنجلينا لم تهتم كثيرا مثلما كان اهتمامنا بأنباء خلافاتها الزوجية أو انفصالها أو طلاقها من براد بيت، كان تركيزها فى العمل الإنسانى وتقديم درس للإنسانية جمعاء بما تقوم به لصالح اللاجئين العرب من الشعب السورى وتضامنها معهم.
تلقيت رسالة من أحد الأصدقاء على إحدى مواقع التواصل الاجتماعى يتحسر فيها على مواقف الفنانين العرب من القضايا الإنسانية فى عدد من الدول العربية والإسلامية، مقابل ما تقوم به أنجلينا جولى التى أصبحت إحدى أيقونات العمل الإنسانى فى كل مكان فى العالم وتبرعها لصالح المشردين والمنكوبين والبائيسن، وتبرعها بملايين الدولارات لمنكوبى الفيضانات والحروب والصراعات المسلحة فى تسونامى والكونغو الديمقراطية ودارفور وفنزويلا، وتبرعها لمنظمات الطفل العالمى، وأطباء بلا حدود ومنظمات مكافحة الأمراض المزمنة، ويقدر حجم تبرعاتها الإنسانية منذ اهتمامها بالعمل الإنسانى ما يقرب من 30 مليون دولار، أنجلينا تجلت أعمالها الإنسانية فى تبنى أطفال من مختلف الجنسيات، خاصة من أفريقيا والأخير هو الطفل السورى موسى الذى فقد والديه فى الحرب الطاحنة فى سوريا ووجدته وحيدا بين الخيام.
الكثير هنا ينظر إلى أنجلينا على أنها مجرد فنانة وفقط ولم يجتهدوا فى البحث عن أعمالها الإنسانية والأخلاقية، ناهيك عن التقييم الدينى لها، لكن لم يسأل أحد نفسه عن الأعمال الإنسانية الحقيقية لمشاهير الفنانين العرب الذين يمتلكون ثروات ضعف ما تملكه أنجلينا، إحدى الفنانات كل ما أزعجها من تبنى جولى للطفل السورى موسى هو أنه سيتربى بين أيدى وأحضان امرأة «غير مسلمة»!
الفنانة المسلمة أو باقى الفنانين لم يبدوا حتى التعاطف مع المأساة السورية ولم يقلقهم سوى أن أنجلينا غير المسلمة ستتولى تربية طفل مسلم.