بعد ضغوط سياسية مكثفة، وقبل أن يمضى شهرًا على توليه مهامه، استقال مايكل فلين، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، من منصبه على خلفية تضليله للبيت الأبيض فيما يتعلق بالاتصالات التى أجراها مع السفير الروسى فى واشنطن، وناقش خلالها العقوبات الأمريكية على موسكو، قبل وصول دونالد ترامب إلى الحكم، وهو الأمر الذى كشفته صحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضى، ويعد انتهاكًا لقانون يمنع المواطنين العاديين من التفاوض مع حكومات أجنبية.
واعترف "فلين" فى نص استقالته، التى نشرها البيت الأبيض على صفحته على تويتر : "من غير قصد أخبرت نائب الرئيس المنتخب وغيره بمعلومات غير كاملة بشأن المكالمات الهاتفية التى أجريتها مع السفير الروسى"، وعزى "فلين" ذلك الأمر إلى سرعة وتيرة الأحداث بعد تنصيب الرئيس الأمريكى، حيث أشار إلى أنه فى سياق واجباته كمستشار الأمن القومى الجديد، عقد العديد من المكالمات الهاتفية مع نظراء أجانب ووزراء وسفراء. وكانت هذه المكالمات لتسهيل الانتقال السلس والبدء فى بناء العلاقات الضرورية بين الرئيس ومستشاريه وزعماء أجانب"، موضحًا أن مثل هذه المكالمات هى ممارسات معتادة فى انتقال للسلطة.
وعن أبرز المرشحين لخلافة فلين، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن روبرت هاروارد، الذى شغل من قبل منصب نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية. وخدم هاروارد أيضًا بمجلس الأمن القومى خلال حكم الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش. كما تولى منصب المسئول التنفيذى الأول لشركة لوكهيد مارتن، العاملة فى مجال الأمن والفضاء، فى الإمارات.
ومن ضمن المرشحين أيضًا لمنصب مستشار الأمن القومى، وفقًا لما ذكر مسئولون لصحيفة هافنجتون بوست، كيث كيلوج، القائم بأعمال مستشار الأمن القومى عقب استقالة فلين، وكذلك ديفيد بتريوس، القائد العسكرى المخضرم، والمدير السابق للسى أى إيه، الذى تمت الإطاحة به من منصبه لكشفه معلومات سرية لعشيقته.
من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" إن استقالة فلين تمثل الضربة الثانية لترامب فى أسبوع، بعد حكم القضاء بوقف قرار الرئيس التنفيذى الخاص بحظر السفر، وأشارت الشبكة إلى أن استقالة فلين تأتى فى أعقاب إشارات مختلطة من البيت الأبيض بشأن ما سيحدث لفلين.
وتابعت "سى إن إن" قائلة إنه ليس من المدهش تمامًا أن فلين هو أول عضو بارز بالإدارة الأمريكية يخرج من الحكم، فقد كان واحدًا من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل فى الدائرة المقربة لترامب. فبحكم منصبه كمستشار للأمن القومى، وكشخص يعتبر من خارج التيار العام، دخل فلين فى الحديث عن نظريات مؤامرة وأدلى بتصريحات ضد الإسلام.
والآن مع استقالته، فإن السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا الأمر سيصبح أكبر. فمشكلة فلين لم تكن فقط تصرفاته، ولكن كونه جزءًا من قصة أخرى أزعجت ترامب منذ الحملة الانتخابية، تتعلق بتعاطفه الشديد مع روسيا والصلات الموجودة بين دائرته المقربة وحكومة أجنبية تدخلت فى انتخابات الرئاسة العام الماضى.
ولفتت "سى إن إن" إلى أن استقالة فلين ربما تفتح الباب لمزيد من التحقيقات، حيث كانت روسيا واحدة من الموضوعات القليلة التى خلقت انقسامًا بين ترامب والأغلبية الجمهورية الموالية فى الكونجرس. حيث رفض بعض الجمهوريين المخضرمين من أمثال السيناتور جون ماكين غض الطرف عن التدخل الروسى وتودد ترامب للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
من جانبها، قالت شبكة بلومبرج إن استقالة فلين تأتى فى الوقت الذى يحاول فيه الرئيس دونالد ترامب تعزيز جهاز الأمن القومى مع استعداد الرئيس وحكومته لسليلة من الاجتماعات والقمم مع قادة أجانب فى الأشهر القادمة تبدأ هذا الأسبوع فى أوروبا. كما أن واشنطن تواجه تحديين رئيسيين فى الوقت الراهن فى الشرق الأوسط وآسيا، يتعلقان بكيفية التعامل مع داعش وكوريا الشمالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة