"الولد هو السند والضهر" هو المبدأ الذى يؤمن به الشعب المصرى بالكامل تقريباً، على اعتبار أن الرجل هو الاكثر تحملاً للمسئولية، ولكن بعد الكثير من القصص وعشرات التجارب، أثبتت "البنت" انها سند لا يمكن كسره عندما يتطلب الأمر، مئات القصص التى كانت فيها الفتيات هن أبطال القصة، بداية من الأم التى تعول ابنائها بعد موت الزوج، أو المرأة المعيلة، وحتى الفتيات اللاتى اخترقت كل الحرف والمهن الرجالية ووقفن بها كما الرجال، أو بمعنى أكثر إنصافاً "وقفن وقفة ست" تتجاوز قوتها الرجال.
جنة تساعد والدها
"جنة" حكاية أخرى من ضمن عشرات الحكايات ببطولة نسائية مطلقة، لا يزيد عمرها عن 6 سنوات، ولكنها قادرة على الوقوف بجانب والدها فى ورشة لإصلاح "الكاوتشوك"، والدها من ذوى الاحتياجات الخاصة، ويعمل بمهنة تحتاج منه لبنيان قوى، فى ورشة على جانب الطريق الصحراوى المؤدى لمحافظة الاسماعيلية، فى أحد أركان الورشة الصغيرة تقف "جنة" لإنهاء بعض المهام، وترتيب القطع بالورشة، تتحرك بنشاط يتجاوز حجم جسدها الصغير، تنهى ما تفعله سريعاً بمجرد أن تسمع سيارة قادمة، تهرول مسرعة لحمل "الخرطوم" الضخم، تضعه في يد والدها الذى يتحرك على عكازين، لتساعده على إصلاح الكاوتش.
جنة تحمل ميزان الهوا و عكاز والدها
"انا بساعد أبويا عشان مالوش غيرى"، كلمة واحدة قالتها "جنة" بعد تردد، رفضت بعدها الحديث أكثر عن تفاصيل حياتها اليومية، قليلة الكلام، هزيلة الجسد، تعلن عينيها عن شقاء قد لا يحتمله الرجال ممن يفوقون سنوات عمرها عمراً كاملاً، ولكنها لا تتحدث كثيراً عما تشعر به، تمارس عملها بصحبة والدها فى رضا، تقف خلفه سنداً لم يحصل عليه فى صورة "رجل" كما يتمنى الجميع، سند صغير قد يشبه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة