فى مثل هذا اليوم فى سنة 399 قبل الميلاد حكمت محكمة أثينا على الفيلسوف الشهير سقراط بالإعدام عن طريق تجرع السم، وكانت التهمة "إفساد الشباب"، لكن أفكار سقراط ظلت بعده ممتلئة بالخير والرؤية الصالحة ما يدفعنا لطرح سؤال: هل كان سقراط نبيا؟
فى سنة 2013 نشرت جريدة الحياة مقالة تحت عنوان "فلاسفة... أم رسل؟" وفيها استشهد "فهد الزغيبى" بحديث شريف عن عن أبى ذر العفارى فيه "قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً"، قلت: يا رسول الله، كم الرسل منهم؟ قال:"ثلثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير"، قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال:"آدم"... انتهى الحديث، وفى القرآن الكريم لم يذكر سوى أسماء 25 ما بين رسول ونبي"عليهم الصلاة والسلام" أجمعين.
وقال "الزغيبى" فى مقالته قرأت أن الحديث الوارد أعلاه ضعيف، ولا أعلم حقيقةً عن مدى صحته لكنى تساءلت عن بقية الأنبياء والرسل الذين لم يذكرهم الله عز وجل فى كتابه لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وتساؤلى كان يقول: من هم وأين كانوا؟ ولماذا لم تتواتر أخبارهم على أقل تقدير بين الأمم الذين عاشوا فى عصرهم؟ إلى أن تابعت حلقة من برنامج "العلم والإيمان" للراحل الدكتور مصطفى محمود، بعنوان "الأديان"، وطرح سؤالاً كالآتى"هل يوجد أنبياء غير الأنبياء المعروفين فى التوراة والإنجيل والقرآن؟ واسترسل قائلاً إنه من المحتمل وجود الكثير من الأنبياء الذين بتقادم العهد اختلطت رسالاتهم بالكثير من التحريف".
وأضاف "الزغيبى" أنه استحضر الكثير من أسماء الفلاسفة الذين كانت رسائلهم توحيدية، وتساءلت هل كانوا فعلاً أنبياءً ورسلاً؟ ليقطع على الدكتور مصطفى محمود هذا التساؤل، ويقول: إن أرسطو كان يرى أن الله خلق كل شىء، وأفلاطون كان يسمى الله مثال الخير.
لكن هناك آراء أخرى كانت ترى عكس ذلك وتذهب إلى أن النبوة والرسالة لا تُثبت لأحد من الناس إلا بنص من القرآن الكريم أو السُّنة النبوية الصحيحة، ولذلك لما أخبرنا الله تعالى بأسماء وأخبار جمع من أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فإنه جلَّ وعلا خاطب نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام بأنه سبحانه استأثر بعلم أسماء وأخبار عدد من الرسل.
بينما ذهب الدكتور عبد الرحمن الصالح إلى أن لقمان هو نفسه الفيلسوف سقراط (399 ق م)، واعتمد فى ذلك على أدلة منها:
شَكلُ سقراط، بإلقاء نظرة على تمثال سقراط والاطلاع على أوصافه يبدو الشبه الظاهر بين اشتقاق كلمة لقمان (عظيم اللقمة) وبين هذا الرجل، الأصل الاجتماعى لسقراط والصورة التى رسمها المفسرون لتخيلهم للأصل الاجتماعى للقمان.
كذلك اشتهار لقمان فى التراث العربى بالحكمة واشتهار سقراط بذلك حتى إن أرجح الأقوال فى استخدام فيلسوف أى محب الحكمة يعود إلى سقراط، فقد قالها تواضعاً حين قيل له أنت حكيم فقال لا بل محب للحكمة (فيلسوف).
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد
مقال جيد لكن ليس كل حكيماًً رسولاً
الدليل على ذلك هو أن الحكيم بوذا المبجل دعى للبحث عن الحقيقة لكن في ذات الوقت كان يقول لا تعبدوا من يجد الحقيقة. بوذا المبجل كان حكيماً وخيراً لكن الناس عبدت بوذا على أنه إله بعد موته رغم أنه لم يكن رسولاً أصلاً وكذا الحال في أديان أخرى عبدت رسولها نظراً لنبل الأخلاق وعظمة التفكير عند هؤلاء الرسل بل منهم من جعله إله.