سؤال كبير وضخم طرحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء وحاكم دبى، أمام القمة الحكومية المنعقدة حاليا فى إمارة دبى بحضور كبار السياسيين والاقتصاديين والتنفيذيين فى العالم فى محاولة جادة وصعبة أيضا للإجابة على الطرح.
هناك بعض القادة فى الوطن العربى مثل محمد بن راشد من المهمومين والمهتمين بقضايا المستقبل رغم صعوبة الأوضاع وتعقيداتها فى العالم العربى الذى أصبح مستقبله ومصيره منذ سنوات طويلة ليس بيده وإنما بأيدى قوى خارجية تخطط وترسم المصائر للدول العربية لتحقيق مصالحها ولصالح مشروعات آخرى فى المنطقة.
فهل العالم العربى مشغول بسؤال المستقبل؟
الوضع الحالى لا يشجع بالتأكيد على الاهتمام بما هو المقبل وما هو المصير بقدر العمل وفق تشابكات العلاقات العربية ومصالحها بالحفاظ على ما تبقى من النظام العربى الإقليمى بعد سقوط أنظمة وطنية كانت تشكل أعمدة رئيسية فى هذا النظام.
لكن الشيخ محمد بن راشد وحكام الإمارات ومن منطلق التجربة التنموية الناجحة التى حققوها فى البلاد لديهم اهتمام دائم بالمستقبل وبالحضارة العربية أيضا ومد البصر على اتساعه والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، ولذلك هناك خصوصية فى القيادة والتجربة الإماراتية هى النموذج للكثيريين فى عالمنا العربى، وعندما تطرح الإمارات سؤال المستقبل والبحث عن مقومات استنهاض قوى المنطقة العربية واستئناف مسيرتها الحضارية وفى حضور قادة العالم فى مجالات السياسة والاقتصاد وعلم الإدارة، يصبح له معنى ويستحوذ على الاهتمام.
لكن وكما يتساءل الشيخ محمد بن راشد نفسه: «هل هناك فرصة حقيقية لاستئناف الحضارة فى عالمنا العربى، وما هى الوصفة للعودة لطريق التنمية؟ هل نحن قادرون على إعادة صياغة مستقبل منطقتنا»؟
الأسئلة غاية فى الصعوبة والانطلاق نحو المستقبل يستدعى الوقوف على ما يجرى فى الحاضر والبحث فى كيفية البناء عليه.
لا أحد يتمنى أن يبقى الوضع فى العالم العربى بهذا السوء والانحدار والتدهور لكن كيف الطريق ومن أين؟.
ربما يؤمن الشيخ محمد بن راشد بأن المستقبل يولد من تحت ركام الحاضر بأوجاعه وأحزانه وقسوته، وأن هذه الأمة لابد لجراحها من علاج بالقفز نحو المستقبل بإرادة سياسية حرة وبحوار جاد حول «وصفة التنمية» للخروج من وصفة الدمار والتمزق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة