انطلقت فعاليات الدورة الـ12 لمهرجان ربيع الثقافة، فى المملكة البحرينية، حيث عقدت هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومجلس التنمية الاقتصادية مؤتمرًا صحافيًا، فى متحف موقع قلعة البحرين، وذلك لإطلاق المهرجان الذى يمتد لشهرين من فبراير إلى أبريل 2017 بدعم ورعاية من مؤسسات القطاع الخاص، ومساهمة عدد من سفارات الدول لدى مملكة البحرين.
وقالت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: لدينا الكثير لنقدمه، مما لا يسعنا اختصاره فى موسمٍ واحد، لذا يتجدد لقاؤنا بجمهور الثقافة من خلال هذا المهرجان، الذى يقدم باقة متنوعة من أهم العروض والفعاليات العالمية والمحلية، ويستحضر أبرز الأسماء والشخصيات الثقافية، وفى هذا اليوم نحتفى بمرور 12 عامًا من العطاء، ولازالت ثقتنا تكبر بقدرة الثقافة وتبعاتها الإيجابية.
وأضافت "مى": ولأننا ندرك تمامًا ما يمكن أن يصنعه الفرح فى مجتمعاتنا كى تحكى آثارنا قصص نجاح وتاريخ نفخر أن يكون هويتنا الحقيقية التى تروّج بأبهى صورة لعراقة حضارة البحرين" وأضافت "نتوجّه بالشكر لمجلس التّنمية الاقتصاديّة كشريك يؤمن بأهميّة الحراك الثقافى ودوره فى النهوض بالمجتمعات واقتصادها"، كما شكرت "كل الجهات الخاصة والسفارات التى تؤكّد، عبر مشاركتها الفاعلة فى مهرجان ربيع الثقافة، حرصها على حضورها النوعى فى الحراك الثقافى البحرينى.
وقال خالد الرميحى الرئيس التنفيذى لمجلس التنمية الاقتصادية: إن مهرجان ربيع الثقافة يجسد مسيرة ناجحة وتجربة مميزة لجهود استثمار القطاع الخاص فى الثقافة وتنميتها لتبرز انفتاح البحرين على ثقافات العالم منذ بواكير التاريخ، ويصب ذلك فى اتجاه دعمنا لقطاع السياحة الذى يعتبر أحد أبرز القطاعات ذات الميزة التنافسية فى خطة مجلس التنمية الاقتصادية التى حققت نموا جيدا وتتميز بإمكانات كبيرة للتطور وخلقت العديد من الوظائف فى السوق المحلية.
وأضاف "الرميحى": تأتى استمرارية هذا المهرجان فى تحقيقه النجاح والازدهار إلى ما يلقاه من دعم ورعاية كريمة من القطاع الخاص وإلى تعزيز الشراكة بين الجهات الرسمية والأهلية التى حرصت على أن تكون أرض البحرين منصة حضارية تحفل بأبرز الوجوه فى عالم الفكر والثقافة والفن والمواهب البحرينية التى أثبتت جدارتها على كل الأصعدة.
الجهات الداعمة لمهرجان ربيع الثقافة
ويأتى مهرجان ربيع الثقافة الـ12 ضمن موسم احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بتراث مملكة البحرين الأثرى تحت شعار "آثارنا إن حكت" لعام 2017، كما ينطلق المهرجان بالتزامن مع يوم السياحة العربي، الذى تم اعتماده حين كانت المنامة عاصمةً للسياحة العربية عام 2013، والذى يصادف ذكرى مولد الرحالة العربى ابن بطوطة.
يقام المهرجان بتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار ومجلس التنمية الاقتصاديّة، وبالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ومعرض البارح للفنون التشكيلية، ومساحة الرواق للفنون ومركز لافونتين.
ويحظى المهرجان هذا العام برعاية ذهبية من كل من بنك البحرين الوطنى، وشركة هواوى، ومجموعة "جى إف إتش" المالية، إلى جانب الرعاية الفضية المقدمة من شركة مطار البحرين، شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"، وبنك البحرين والكويت، وشركة "دى إتش إل"، والسوق الحرة البحرين، والدعم المقدم من قبل معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، وشركة أنفستيت، والهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة البحرين للتجارة والملاحة الدولية بالإضافة إلى الدور المهم للجهات الدبلوماسية كالسفارة الإيطالية، والسفارة اليابانية، والسفارة الأمريكية، والسفارة المكسيكية فى إنجاح مختلف فعاليات المهرجان.
فعاليات مهرجان ربيع الثقافة
وما بين الآثار والثقافة والفن يتوقف الربيع عند محطات استثنائية يستقبل فيها الجمهور من خلال أمسياتٍ ساحرة، بدءًا بالعرض المسرحى المميز لقصة الحب التى جمعت الثنائى الأشهر فى "أوبرا عنتر وعبلة"، وذلك يوم السبت 25 فبراير بمسرح البحرين الوطنى، الذى يحتضن بهوه أجمل إبداعات الفنون البصرية المشاركة فى معرض البحرين السنوى للفنون التشكيلية الـ43.. ويمكن للجمهور الحصول على تذاكر الحفل عبر زيارة محلات فيرجين ميغا ستور أو من على الموقع الإلكترونى للمحلات.
ويحل عدد من أهم الأسماء فى عالم الغناء والموسيقى العربية والعالمية ضيوفًا على مهرجان ربيع الثقافة 12، من أبرزهم ثلاثى السوبرانو "ميوسيكا سوتول لو ستيل"الذين يقدمون حفلاً بعنوان موسيقى تحت النجوم بمركز لافونتين للفن المعاصر وذلك يوم الخميس 9 مارس، وحفلة "تشيلسى قرين وفرقة المشروع الأخضر" التى تقام يوم الجمعة 17 مارس بالصالة الثقافية، بالإضافة إلى حفل عازف الجيتار المكسيكى الشهير باكو رينتيريا الذى يقام يوم الخميس 6 أبريل بالصالة الثقافية، وحفل مغنية البلوز الإنجليزية دانا جيليسبى يوم الجمعة 31 مارس بمركز لافونتين للفن المعاصر، وحفل الفرقة الإنجليزية "يو بى فورتي" الذى يقام يوم الجمعة 31 مارس بخليج البحرين التى تضم كلاً من على كامبل وآسترو وميكى فيرتو.
ومن نجوم الغناء فى العالم العربى يشارك كلٌ من: أمير الغناء العربى الفنان ماجد المهندس والفنان وليد الشامى بحفل فنى يوم الجمعة 10 مارس بخليج البحرين، إضافة إلى حفل الفنان الفلسطينى عمر كمال يوم الجمعة 17 مارس، وحفل الفنان السورى بشار زرقان يوم الاثنين 20 مارس، وحفل الفرقتين "محمد زويّد ومجاز" يوم السبت 18 مارس بخليج البحرين، بالإضافة إلى عرض فنى مميز من خلال الأداء الصوتى يقدّمه فى تجربة استثنائية عمّال محجر البحرين الوطنى.
وللعائلة النصيب الأكبر فى برنامج مهرجان ربيع الثقافة 12 حيث يمكن للجميع الاستمتاع بعروضٍ عالمية تقدمها فرق احترافية مباشرةً فى عددٍ من مناطق البحرين، وتبدأ بعرض "فرقة الغروف أونكلز الإيقاعية" والتى تتميز بعزفها الإيقاعى دون استخدام آلات موسيقية، وعرض "تاب فاكتورى" المذهل، والذى تمزج الفرقة العالمية من خلاله بين الحركات البهلوانية والراقصة فى قالب كوميدى، ولا يمكن أن تفوّت العائلة عرض فنان السيرك الأرجنتينى إدغار غروول الذى يمتع الجمهور بفنون الخفة والخيال، والعرض المسرحى الكندى "رحلة إلى كوكب الحواس"، بالإضافة إلى الفرقة الأكروباتية الهندية التى تعيد تقديم فنون القتال بطريقة شيقة فى عرض "عامود ملاخامب"، "سيرك تريسيز" المصحوب بالموسيقى التصويرية المتنوعة، وأخيرًا الإنتاج المسرحى البحرينى المميز للأطفال "ألِف حكاية وحكاية".
ويقرّب مهرجان ربيع الثقافة المسافة بين الجمهور وشخصيّاتٍ بارزة لها ثقلها الثقافى فى المنطقة والعالم، حيث يقدم سلسلة محاضرات شيّقة تقام بالتعاون مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، يقدّمها عدد من المثقفين والشخصيات الإعلامية والأدبية كالإعلامى والصحفى السعودى داوود الشريان، وزيرة الثقافة التونسية السابقة الفنانة سونيا مبارك، الكاتب والمحرر اللبنانى فارس يواكيم، عالم الآثار الفرنسى د.بيير لومبارد، الكاتبة اللبنانية إيفانا مرشيليان، جوشوا ديفيد، الشاعر الفلسطينى إيهاب بسيسو، د.عبد الله المدنى، الفنانة والكتابة الفلسطينية رائدة طه، وأخيرًا مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن الكاتب المصرى الأمريكى مأمون فندى، كما يقدّم المهرجان عددًا من المحاضرات والحلقات النقاشية حول التصوير الفوتوغرافي، الطعام ثقافة، التماثيل الأثرية التابعة لفترة تايلوس فى البحرين.
وتفتتح هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مهرجان ربيع الثقافة عددًا من مشاريع البنية التحتية الثقافية المهمة كدار الرفاع العودة بالرفاع الشرقى، المكتبة الخليفية بالمحرق، كما تسلّط الضوء على عدد من المواقع ذات البعد التاريخى كمسجد الخميس الذى يعد أهم موقع أثرى إسلامى فى منطقة الخليج العربى يتم استعراض قيمته خلال مؤتمر الآثار الإسلامية بمتحف البحرين الوطنى، ومنطقة باب البحرين التى اشتهرت بصناعة وصياغة الذهب البحرينى النقيّ. ويساهم المهرجان فى التركيز على التراث البحرينى غير المادى عبر التركيز على فنّ الصوت والطرب الشعبى من خلال حفلات أسبوعية لفرقة محمد بن فارس، وأمسيات فن الفجرى بدار المحرق.
أما المعارض الفنية والثقافية فهى بوابة عبور الزوار إلى عوالم وآفاق مختلفة، كمعرض "وقت مستقطع" الذى يجمع 20 من فنانى العالم فى موقعٍ واحد، معرض "معماريان ورؤيتان" الذى يقدم أعمال ثنائى سعودى - إيطالي، معرض "أرض الإيثار المقدسة" الذى يصوّر التناقض بين الدلالات الروحانية والدينية للشعائر المقدسة، والطبيعة البشرية، "معرض طريق اللؤلؤ" المدرج على قائمة التراث العالمى لليونسكو، و"هل تثق بى؟" الذى يعرض مشاريع الأعمال الفوتوغرافية.
ويكون عشّاق الفن السابع على موعدٍ مع مهرجان السينما اليابانية المقام بالتعاون مع السفارة اليابانية فى المملكة ومؤسسة اليابان، بالإضافة إلى فيلم غواص اللؤلؤ الذى يسرد تاريخ غواصى اللؤلؤ الطبيعى فى دول الخليج العربية، وغيره من الأفلام المميزة.
ويمكن للجمهور المشاركة فى البرامج والورش التعليمية المقدمة كورشة عمل "كيف نصنع مجوهرات اللؤلؤ" لتُروى من خلالها حكاية اللؤلؤ وطريقه الممتد كمتحفٍ مفتوح على مسافة تزيد عن 3 كيلومترات فى المحرق، بالإضافة إلى ورشة عمل تُعنى بفن الطهى بعنوان "طبختى هديتي" والتى تأتى قبل الاحتفال بتدشين النسخة الثانية من كتاب "الطعام ثقافة"، وضمن احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بتراث البحرين الأثرى لعام 2017 تحت شعار "آثارنا إن حكت". هذا إلى جانب ورشة عمل موسيقية إيقاعية تتبع عرض فرقة "الغروف أونكلز"، كما ويقدم هذا العام أيضاً مسرح دفا للدمى/ المسرح الأردنى التشيكى المتخصص فى مجال العرائس المتحركة ورشة عمل بعنوان الدمى الورقية، بالإضافة إلى تقديم فرقة "تريسيز" ورشة عمل أكرباتية، وتقام الورشة الأخيرة للأطفال بعنوان "أنكيرو فى رحلة عبر العصور" لتعزز عند الأطفال روح الانتماء، وتقدم لهم معلومات تاريخية عن حضارة هذه الأرض.
وفى ذات السياق تقام أيضًا ورشتا عمل حول صناعة السجاد، وفن صياغة الفضة فى محاولة لإعادة الحياة للحرف التقليدية التى كانت تمارس فى البحرين قديمًا، وغيرها من الورش التعليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة