يرى المصدرون المصريون للسلع الزراعية، تزايدا فى الطلب عليها حيث تشق طريقها إلى أسواق أجنبية جديدة بعد أشهر فقط من تحرير سعر صرف العملة المحلية، وسط سعى الكثيرين لزيادة الطاقة التصديرية لتغطية ذلك الطلب.
وخسر الجنيه نحو نصف قيمته منذ أن تخلى البنك المركزى المصرى فى الثالث من نوفمبر الماضى عن سياسة ربط سعر صرف الدولار عند 8.8 جنيه مما جعل الخضراوات والفاكهة المصرية تبدو رخيصة الثمن وجذابة للمشترين الأجانب حسبما يقول مصدرون.
وقال مصطفى النجارى رئيس مجلس إدارة شركة الفواكه الطازجة التى وقعت فى الآونة الأخيرة اتفاقيات للتصدير إلى الصين وتستكمل اتفاقيات أخرى مع أستراليا ونيوزيلندا وكوريا "ارتفع الطلب إلى المثلين وكل منتج من المنتجات يكتسب سوقا أو اثنتين."
وساعد تحرير سعر صرف الجنيه مصر على تأمين قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولى لدعم برنامج إصلاح واسع النطاق يهدف إلى استعادة التدفقات الأجنبية وكبح عجز الموازنة.
وقادت سلسلة من الارتفاعات الضريبية وتقليص الدعم إلى جانب تخفيض قيمة العملة إلى ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية فى بلد يعيش الملايين من سكانه على حد الكفاف، لكن فى ظل قسوة إجراءات التقشف الحكومية تسجل شركات الصناعات التحويلية المحلية والشركات المصدرة زيادة فى نشاطها.
ويلقى ساسة مصريون باللائمة على اتساع العجز التجارى -الذى بلغ 42.64 مليار دولار فى 2016 فى بلد يعتمد على الواردات - فى الضغط على الجنيه، وإلى جانب الهبوط الحاد فى الواردات قد يساعد ارتفاع الصادرات الزراعية فى تقليص ذلك العجز.
وقال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية إن حجم الصادرات المصرية من الخضروات والفواكه والبقوليات بلغ 2.2 مليار دولار العام الماضى، ومن المرجح أن يرتفع بنحو 15 % فى 2017 نتيجة لتحرير سعر الصرف.
وتشمل قائمة صادرات الخضروات الرئيسية البصل والخرشوف والفواكه ومن بينها البرتقال والفراولة.
وتأتى زيادة الاهتمام بعد عام متقلب للمنتج المصرى شهد حالة قلق فى أمريكا الشمالية من إصابات بالتهاب الكبدى جرى الربط بينها وبين الفراولة المصرية وحظرا مؤقتا فى روسيا -أحد أكبر المشترين من القاهرة- على استيراد الفواكه والخضروات من مصر.
لكن تجارا يقولون إن الأمر معقود الآن على مدى سرعة تغطيتهم للطلب.
وقال عماد سعيد العضو المنتدب لشركة اليابان لحلول الغذاء التى تعمل فى مجال تصدير الفواكه والخضروات، إن الشركة تعمل على زيادة المساحة المزروعة لديها هذا العام لتغطية زيادة فى الطلب من المتوقع أن تتراوح بين 20 و30 % على خلفية الطلبيات الجديدة من أسواق فى أوروبا وأمريكا الشمالية.
وقال سعيد "أرى أن هذه فرصة ذهبية للمنتج المصرى للمنافسة على نحو أقوى... الأذكياء سينتهزون هذه الفرصة للدخول إلى أسواق جديدة."
وقال علاء دياب الرئيس التنفيذى لشركة الزراعة الحديثة بيكو -وتعمل هى الأخرى فى التصدير- إن الشركة سجلت زيادة فى الطلب بلغت 50 % من دول الخليج فى الشهرين الأخيرين.
وأضاف دياب "التعويم كان جاذبا ومفيدا جدا إذ فتح أعين الكثير من المستوردين للنظر مجددا إلى مصر حيث يمكنهم إبرام صفقات أكثر تنافسية."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة