قرأت لك.. "حتى يبقى الريحان" رواية عن أحلام أبناء سيوة وأحزانهم

الخميس، 16 فبراير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "حتى يبقى الريحان" رواية عن أحلام أبناء سيوة وأحزانهم حتى يبقى الريحان
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تمتزج الهواية مع طبيعة المهنة، وتجد الطبيب النفسى يعبر عن المشاعر والاختلاجات الشخصية على الورق، فكيف ستكون كلماته وتأثيراتها، وكم روح ستلمس وتترك بصمتها عليها، هذا ما حدث مع الكاتب محمد فاروق الذى جمع بين الطب النفسى والكتابة والتأليف فى روايته الأولى "حتى يبقى الريحان" التى صدرت مؤخرا عن دار الدار للنشر والتوزيع فى 130 صفحة من الترحال والأحاسيس المتضاربة بين الأمل والفقد.

 

تدور الرواية حول بائع فطير متجول يعمل فى واحة سيوة ويتذكر لمدة يوم كامل كل ذكريات حياته، من سفره إلى فرنسا، لزواجه بالفاتنة كاترين، وينتقل بنا لشبكة علاقاته فى وسط البلد بالقاهرة وكيف كانت وكم من القصص والأسرار التى أحاطت به من المحيطين فى ذلك الوقت.

 

ويرسم فاروق ملامح الرواية وكأنها لوحات متعددة تشكيلية تخترق الزمان والمكان لتحضر للقارئ مشاعر عميقة حقيقية حول الحزن الدفين والحنين والأمل فى المستقبل، فهى مزيج من المشاعر الصادقة والتوالى القصصى لشخصيات مختلفة تبرز بينها شخصية محورية تروى كل ما يحدث معها.

 

وتمكن الطبيب من نقل أحداث كثيرة متشابكة وأخرج الكاتب الذى يحمله بداخله بين صفحات الرواية، فيقول فاروق إن كتابته بدأت لهذه الرواية بعد لحظات من الحزن الشديد التى مر بها ووجد فى تفريغها على الورق راحة مختارا الذكريات منفذا للتعبير عن الذات، وحاول الوصول لأكتر درجة من الحقيقة فى وصف المشاعر المختلفة داخل مرحلة من اليأس وانتظار الأمل المفقود.

 

واختار اللغة الفصحى للتعبير عن المشاعر الدفينة فى الرواية، فتجده يصف حب الأم بين سطور القصة قائلا "أحب أمه وعرف الهوى على يديها، وأحبته أكثر مما يستحق أى ابن لحب أمه، حب خالص لا يخالطه شعور الذنب، علق قلبه على حبال حنانها حتى يجف كل ما علق بقلبه".

 

استخدم الكاتب أيضا بعض التعبيرات المميزة عن مدى اليأس وحالة الظلام التى تتغلب على البطل ومنها "باحثا فى نفسه عن بقايا الشعور وفضلات اللحظات الفرحة فلا يجد شيئا"، حيث تحدث عن المشاعر بتفاصيل عميقة تنقل تجربة بكل جوانبها وتوصف حالة من عدم الاستقرار النفسى، وتضمنت قصته مع الترحال التنقل بين الجبال من جبل موسى للصفصاف إلى سانت كاترين، وبجانب قمم الجبال، توجد قمة أخرى من القمم الروحانية الشاهقة والمقربة من الله.

 

ويوصف ليلة الزواج مبالغا فى قوة المشاعر عند اللقاء الأول للبطل مع زوجته فى منزلهما، حيث يكتب "ما أن رفعت غطاء وجهها ليلة الزواج حتى انتحر قلبه فى صدره بعد أن بحث عن قوة أو عدد لدقات معينة تخبرها كم يحبها فلم يجد.. استعجب عندما تذكر حدسه بأنه كان يعرف أنه سيراها وأنها ستصبح من نصيبه، واستعجب أكثر عندما عرف أنها كانت تشعر بنفس الشىء.

 

كتب فاروق أحداث الرواية فى 3 أشهر فقط، وانشغل فيها يوميا بالتأليف لاستكمال خيوط قصته، وبحث جيدا فى عالم الصوفية الموجود فى واحة سيوة موطن بطل الرواية، لينقل الأجواء كاملة من طبيعة مكان وملابس وطريقة كلام، وفازت الرواية بجائزة ساقية الصاوى للرواية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة