طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات، لكن موهبته تفوق ذلك بكثير، منحه الله القدرة على الإبداع خاصة فى فن الكاريكاتير، اسمه مصطفى سعيد حماد.
بدأت الحكاية بعد أن دشن «اليوم السابع» مبادرة تحت اسم «أنا مبدع» تسعى لاكتشاف الأطفال فى فنون الإبداع المختلفة الرسم والكتابة والموسيقى وغير ذلك، ومنذ أطلقنا هذه المبادرة بدأ الكثير من الأطفال يرسلون إلينا أعمالهم الجميلة والمميزة والمبدعة، بالطبع هناك أطفال موهوبون جدا، لكن ما أرسله مصطفى سعيد كان مختلفًا.
أرسل مصطفى نحو 7 رسومات كاريكاتير مكتملة الرسمة والتعليق الساخر، تأملنا هذه الرسومات أكثر من مرة، وفى لحظة ما ظننا أنها ليست له، خاصة أن صورته والمعلومات المرفقة معه تؤكد أن عمره عشر سنوات وثلاث أشهر فقط لا غير، خشينا أن ننشر هذه الرسومات ثم يتضح بعد ذلك أنها ليست له فنحرج أنفسنا ونحرجه أيضا، خاصة أننا عرضناها على الأستاذ محمد عبد اللطيف فنان الكاريكاتير فى «اليوم السابع» الذى علق قائلا: «لو أن الطفل فعل ذلك فإنه موهبة لا حد لها».
لم يكن أمامنا سوى الطلب من مصطفى سعيد الحضور إلى «اليوم السابع»، وكنت أظنه لن يرد وأن القصة سوف تنتهى هنا، لكن المفاجأة كانت فى أنه طلب تحديد موعد لمجيئه.
جاء مصطفى سعيد حماد يحمل كراساته الكثيرة وشخصياته الكرتونية وابتسامته وروحه الجميلة، جاء مستعدا لاختبار رغم أننا لم نقل له ذلك، قال: «هذه رسوماتى وأنا مستعد للرسم هنا».
بعد حديث عن الرسم والحلم والكاريكاتير والبورتريه والرغبة فى اكتشاف الجديد، بدأ مصطفى الرسم فى حضور الجميع، كان أكثر إبداعا وأكثر تميزا، صفقنا له كثيرا، لأنه يملك موهبة ويملك منظورا كما قال له وائل السمرى.
هناك أمر آخر مهم أن مصطفى جاء هو ووالدته وشقيقه يوسف، يملكون الثقة فى قدرتهم على إثبات الموهبة، فمصطفى وأمه جملة واحدة مفيدة يكمل كل منهما الآخر، هى مدركة تماما لموهبته وتعمل على تنميتها، تعرف جيدا أن هناك علاقة بين السياسة والكاريكاتير فتحدثه عن كل الموضوعات المثارة، وهو يستوعب ذلك ويعبر عنه.
فى النهاية منح «اليوم السابع» درع التميز لمصطفى سعيد، وتبنى موهبته المتميزة جدا، التى أكدت أن القوة الناعمة فى مصر لا تموت أبدا، فدائما هناك يد تسلم ليد أخرى شعلة الإبداع، فمصر محروسة بالموهوبين من أبنائها الذين يشكلون سلسلة طويلة لا تنتهى حلاقاتها ومصطفى سعيد ينتمى وبقوة إلى هذه السلسلة.