"تعددت الجبهات.. والحرب واحدة".. هذا هو لسان حال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منذ توليه مقاليد الحكم فى الولايات المتحدة، حيث دأب على استعداء العديد من مؤسسات الدولة، والأوساط السياسية، ليفتح أمامه العديد من الجبهات التى يحارب فيها.
مؤتمر صحفى للهجوم على وسائل الإعلام
وفى هذا الصدد جدد الرئيس الأمريكى هجومه على وسائل الإعلام، من خلال مؤتمر صحفى استمر 77 دقيقة، واتهمها بعدم النزاهة، وخص بالذكر صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سى إن إن" الأمريكية، واللتين نشرتا مؤخرا تقارير عن أن حملة ترامب، وقت رشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية أجرت اتصالات متكررة مع مسئولين فى المخابرات الروسية.
ترامب يصف ولايته بإرث من الفوضى الداخلية والخارجية
وقال ترامب فى مؤتمره الصحفى إن أغلب وسائل الإعلام فى واشنطن ونيويورك ولوس أنجلوس لا تتحدث عن مصالح الشعب، بل للمصالح الخاصة ومن يستغلون نظاما تصدع بشكل واضح، كما تحدث الرئيس الأمريكى عن الوضع الدائر فى إدارته، وقال إنه ورث فوضى، فوضى فى الداخل والخارج، محملا إدارة سابقه باراك أوباما مسئولية ما يجرى.
ورغم أن الهدف الأساسى من المؤتمر كان الإعلان عن مرشح ترامب الجديد لوزارة العمل، ألكسندر أكوستا، إلا أن الرئيس كشف خلاله أيضا أنه طلب من وزارة العدل التحقيق فى التسريبات الحكومية وقال إنه سيوقع أمر تنفيذيا الأسبوع المقبل يقيد السفر إلى الولايات المتحدة، ووعد بأنه سيقدم بحلول الشهر المقبل خطة لإلغاء وإحلال قانون الرعاية الصحيفة ويعقبه خطة لإصلاح النظام الضريبى.
منصب مستشار الأمن القومى صداع فى رأس ترامب
من ناحية أخرى، لا يزال منصب مستشار الأمن القومى الأمريكى الشاغر حتى كتابة هذه السطور يثير الجدل فى الولايات المتحدة، فقد ذكرت تقارير أمريكية أن مرشح ترامب للمنصب الأميرال السابق روبرت هاروارد قد رفض العرض.. وقال مسئولون إن رفض هاروارد للمنصب كان لأسباب عائلية ومالية.. كما قال هاروارد نفسه فى بيان له إن الرفض لأنه لا يمكنه أن يقوم بهذا الالتزام، مشيرا إلى أن العمل سيتطلب 24 ساعة يوميا على مدار الأسبوع، وهو ما لا يستطيع القيام به.
وفى هذا الصدد ذكرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية أن رفض هاروارد المنصب جاء بعد أن رفض البيت الأبيض أن يختار هاروارد فريقه الخاص، فيما يمثل انتكاسة محرجة للإدارة، واعتبرت الصحيفة أن رفض هاروارد لهذا المنصب المرموق يسلط الضوء الكيفية التى رشح بها ستيف بانون، المخطط الاستراتيجى الرئيسى لترامب كانتكاسة قوية فى البيت الأبيض، وكيف يلقى بنفوذه فى كل جوانب اتخاذ القرار.
وفيما يتعلق بمايكل فلين، مستشار الأمن القومى السابق الذى استقال من منصبه بعد تضليله للبيت الأبيض فيما يتعلق باتصالاته مع روسيا، فقد قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن فلين أنكر أمام عملاء "الإف بى أى" فى مقابلة معهم الشهر الماضى أن يكون قد ناقش العقوبات الأمريكية ضد روسيا خلال مكالمته الهاتفية مع سفير موسكو فى واشنطن قبل تولى ترامب الحكم، على عكس ما ورد فى الاتصالات التى تم اعتراضها وجمعها من قبل وكالات الاستخبارات، وفقا لما ذكره مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقابلة فلين لعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية فى 24 من يناير، أى بعد أربعة أيام فقط من توليه مهام منصبه، وضعته فى مأزق قانونى. فالكذب على "الإف بى أى" يعد جناية، لكن العديد من المسئولين قالوا إنه من غير الواضح ما إذا كانت جهات الإدعاء ستحاول أن تقدم قضية، لأن فلين ربما حلل معنى كلمة "العقوبات"، كما أنه أعقب إنكاره للإف بى اى بقوله أنه لا يستطيع أن يتذكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة