رجال الدين يعلنون الحرب المقدسة على "السوشيال ميديا".. البابا تواضروس: تنشر الأكاذيب ومفعولها أقوى من الرصاص.. وأمين الفتوى: زادت معدلات الطلاق.. وأحد علماء الأزهر: تؤثر بالسلب على مصالح دول وشعوب

الجمعة، 17 فبراير 2017 05:00 م
رجال الدين يعلنون الحرب المقدسة على "السوشيال ميديا".. البابا تواضروس: تنشر الأكاذيب ومفعولها أقوى من الرصاص.. وأمين الفتوى: زادت معدلات الطلاق.. وأحد علماء الأزهر: تؤثر بالسلب على مصالح دول وشعوب البابا تواضروس والدكتور عمرو الوردانى
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهرت مواقع التواصل الاجتماعى كنتاج للثورة المعلوماتية، فباتت الآراء مشاعًا، والحقيقة لم تعد حكرًا على أحد، فالانترنت بات مساحة واسعة لتبادل الآراء والأفكار والنقاش بل والسب أحيانًا مما جعلها شيطانًا فى نظر رجال الدين، الذين حاولوا التوائم معها واستخدامها لنشر أفكارهم باعتبارها وسائل إعلامية إلا أن تقاربهم منها لم يكن بغرض الانخراط فى الواقع بقدر ما كان من باب درء المفاسد.
 
البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يرى فى مواقع التواصل الاجتماعى عدوا كبيرًا وشرًا مستطيرًا، ويقول فى أحد عظاته إن تبادل الأخبار المزعجة يسبب الخوف ويضعف إيمان الإنسان، وكذلك المواقع المزعجة، ومن نسميهم الأشخاص المزعجين الذين لا يعرف حديثهم سوى الأمور المقلقة لذا يجب تجنب مثل هؤلاء الأشخاص.
 
وأوضح أن من يدرسون علم الاجتماع وجدوا أن انتشار مواقع التواصل الاجتماعى أدت إلى ازدياد القلق الذى يؤدى لضعف الإيمان.
 
ثم يعود مرة أخرى ويقول أن الكتابات التى تمس السيرة أو تشوه الشخصيات أو تنشر الأكاذيب، فى مواقع التواصل الاجتماعى، أقوى من الرصاصة، مضيفا: "أحذر أن تكون كتابتك قاتلة، فما تكتبه أنت مسئول فيه عن كل كلمة، وكتاباتك المسمومة تسفك بها دماء الآخرين، وستحاسب عليها".
 
غير أن تحذيرات البابا من مواقع التواصل الاجتماعى لم تكن كافية لتمنع عنه شرها الذى يخشاه، فتأسست "جروبات" كثيرة ترى فى نفسها حامية للإيمان المسيحى وللكنيسة وتهاجم البابا بضراوة فى الكثير من القضايا العقائدية الأمر الذى يدفعه للرد عليها عبر متحدثه الرسمى.
 
كذلك فإن الأديرة التى يفترض فى رهبانها النسك والبعد عن الحياة الصاخبة، شهدت دخول مواقع التواصل الاجتماعى إليها، حتى أن بعض الرهبان صار لهم صفحات على الفيس بوك ينشرون من خلالها عظات وآيات من الإنجيل ويتواصلون مع شعب الكنيسة الأمر الذى كسر عزلة الراهب فى ديره.
 
أما عند المسلمين لم يختلف الأمر كثيرًا عن الكنيسة، فقد أتهم الدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مواقع التواصل الاجتماعى بالتسبب فى الطلاق حتى إنه رأى أن أغلب المشكلات التى ترد إليه فى الدار بغرض الفصل فيها تأتى بسبب خلافات على مواقع التواصل الاجتماعى.
 
أما الدكتور السيد نجم أحد علماء الأزهر الشريف فقال لـ"اليوم السابع"، إن مواقع التواصل الاجتماعى تسببت فى نشر الشائعات والأكاذيب وانتشارها بسرعة فائقة دون رقيب أو ضابط مما يؤثر سلبا على مصالح دول وشعوب وأفراد، بالإضافة أيضا التحايل والتزوير والتشهير وعدم احترام الخصوصية حيث لا سرية لحق ولا حرمة لإنسان.
 
ورأى نجم أن خطورة وسائل التواصل الاجتماعى امتدت إلى مؤسسة الزواج، حيث أشار علماء النفس والاجتماع إلى كثرة عدد الطلاق بسبب تلك الوسائل نتيجة انشغال زوج أو زوجة أو غيرة الزوجة من صديقات زوجها أو الخلافات التى تنشب بسبب الانشغال المفرط لتلك الوسائل أو عرض الحياة الخاصة بصغيرها وكبيرها على تلك الصفحات.
 
فيما خصص الشيخ سعود الشريم، إمام المسجد الحرام، إحدى خطبه للحديث عن شر مواقع التواصل الاجتماعى التى أفرزت "ممارسات غريبة" جعلت "أنامل المرء صورة فكره أكثر من عقله ولسانه".
 
وتابع الشريم فى خطبة قالها منذ أسابيع: "طبيعة مواقع التواصل الاجتماعى أفرزت ممارسات غريبة من اللامبالاة بالآداب والأعراف وخلط الزين بالشين ورفع الكلفة المحمودة".
 
وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعى وسرعتها أزالت كثيرًا من التحفظات والحواجز، التى لا يستطيع أحد أن ينطق بها بين شفتيه فى مجلس ما، لكن يمكن أن تجرؤ عليها أنامله من خلال لمسة للوحة المفاتيح الرقمية.
 
بينما الباحث "على الرجال"، المتخصص فى علم الاجتماع، رأى أن وسائل التواصل الاجتماعى شكلت مصدر قلق وإزعاج لرجال الدين بعد أن صارت أحد المصادر الواسعة للتشكيك فى المقولات التى يستند إليها هؤلاء.
 
وفى سياق متصل، رأى كمال زاخر الباحث والمؤرخ، أن مواقع التواصل الاجتماعى أزاحت رجال الدين من على حجر السلطة الحاكمة بعدما كانوا يتحكمون فيها فى عصور سابقة، حيث كانت الأنظمة الحاكمة تلجأ لرجال الدين لما لهم من سلطة على المجتمع تلك السلطة التى كسرتها مواقع التواصل الاجتماعى ومن ثم أبعدت رجال الدين عن السلطة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة