هل تحل الحكومة السياسية الأزمة وهل الوزير السياسى أفضل؟ الفكرة تبدو مصطلحا غير واضح، منذ ثلاث سنوات عندما نشرت حلقات عن السياسة فى عهد مبارك، تناولت فترة تولى الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الحكومة، وتفاصيل الصراع مع أطراف داخل الحزب الوطنى والنظام، وتطرقت إلى فكرة الوزير السياسى والتكنوقراطى، تلقيت اتصالا من الدكتور كمال الجنزورى، لفت نظره أنه يوصف دائما بأنه لم يكن سياسيا، وقال ماذا يعنى «سياسى»، فقد توليت مناصب تنفيذية ووزارية وبرلمانية من محافظ إلى نائب وزير إلى وزير حتى رئيس وزراء. وإن لم تكن هذه هى السياسة فماذا تكون؟.
وأغلب من تولوا مناصب وزارية ـ حسب دراسة الأستاذ عبدالغفار شكر ـ تعلموا السياسة فى الاتحاد الاشتراكى، واعترفوا أنهم تلقوا تدريبات فى العمل العام السياسى والمحلى والبرلمانى، وشاركوا فى دورات ومحاضرات فى التنظيم، ومن الاتحاد الاشتراكى انتقلوا إلى حزب مصر ثم الحزب الوطنى، وبعضهم اتجه لأحزاب المعارضة.
أول رئيس وزراء مع مبارك كان الدكتور فؤاد محيى الدين، ويوصف بأنه كان سياسيا، واتبعه أكاديميون واقتصاديون، مثل على لطفى ثم عاطف صدقى، وعاطف عبيد حتى الجنزورى، وأحمد نظيف بداية نخب مختلفة، مع مبارك هناك شخصيات لعبت أدوارا سياسية مثل صفوت الشريف وكمال الشاذلى، رفعت المحجوب، وفتحى سرور، ويوسف والى، وزكريا عزمى، ومفيد شهاب، وعلى الدين هلال، وأسامة الغزالى حرب، الذى ظل عضوا معينا فى مجلس الشورى لأكثر من دورة، وانضم إلى لجنة السياسات بالحزب الوطنى، مع جمال مبارك، قبل أن يستقيل، دون أن يبتعد عن السلطة، بما يدخله فى سياق السياسيين، فى هذا السياق يمكن النظر إلى أسماء مثل الراحل الدكتور يحيى الجمل، والدكتور مصطفى الفقى، بل إن بعض هؤلاء لا يزال حاضرا، فى المشهد.
ولو كان هناك تداول للسلطة فسوف يتنقل هؤلاء بين الحكم والمعارضة، وهنا يظهر تبادل المناصب، ويمكن تنظيم الصراع بما يثرى الحياة السياسية، لكن ما يجرى هو أن حزبا واحدا كان يحتكر السلطة، والسياسة، وحتى داخل الأحزاب غالبا ما تحتل قيادات الصف الأول السلطة وتطرد المختلفين، والنتيجة سياسيون بلا سياسة، أحزاب حاكمة ومعارضة، تبقى بجناح واحد، طالما لا تتوفر منافسة تتيح الانتقال من السلطة للمعارضة والعكس.