بعض البشر يعيشون على الحنين، وبعضهم يحب أن يستثمر فيه ليصبح أرباحًا سريعة، يرقد بعدها الحنين فى سلام ومعه كل الصور الجميلة، وأتصور أن سر الجمال الذى منح هواتف نوكيا 3310 كل هذا الرواج فى عصره، تتلخص فى أسباب بعضها عاطفى استهلاكى، لأنه كان أول هاتف يمتلكه أحدنا، أو لأنه جاء بتقنيات عجيبة مقارنة بالموديلات التى سبقته، لكن أن نعتبره وحشا عاد من الكهف لمجرد أن الشركة قررت إنتاجه مرة أخرى، فهذا منطق يفتقد للدقة، فالظروف اليوم اختلفت والسوق شهد تطورا سريعا لم تستطع الشركة أن تتماشى معه، لأن مزاج المستهلكين اختلف بعد 15 عاما من اختفاء هذا الموديل، ومعظم التجارب التى حاولت استغلال الحنين تجاريا، خسرت الأموال وشوهت الذكريات الجميلة، مثلما حدث مع السينما الأمريكية فى سلسلة جيمس بوند، وعملاق السيارات الألمانية حين أعادت طرح «الخنفساء» بمواصفات حديثة، وأيضا خيبتنا الكبرى فى الجزء السادس من «ليالى الحلمية».
عمرو جاد