بالصور.. تعرف على مراحل "تصنيع الجلاب" أشهر حلوى صعيدى فى قنا

السبت، 18 فبراير 2017 04:00 ص

الجلاب أشهر حلوى فى الصعيد

قنا – وائل محمد

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دائمًا تجده فى أسواق الصعايدة، وتحديداً فى محافظة قنا، إنها صناعة الجلاب واحدة من أشهر الحلويات القنائية الموجودة داخل عصارات قرية القناوية بمركز نجع حمادى شمال المحافظة، هيئته تشبه "أيس الكريم" الذى يباع فى محلات العصائر، يطلقون عليه "أيس كريم الغلابة، صناعته من العسل الأسود الخام.

صناعة "الجلاب" أيس كريم الغلابة فى قنا

تعتبر صناعة الجلاب من الصناعات القديمة فى محافظة قنا، وتشتهر بها قرية القناوية، وتجد بائعى الجلاب منتشرين فى الأسواق والقطارات والميادين العامة ومواقف السيارات يحملون مقاطف مصنوعة من الجريد وبداخلها الجلاب يرددون عبارات لجذب ذبائنهم من المارة، بعبارات مختلفة منها:" أشترى الجلاب..جلاب نجع حمادى..أيس كريم الغلابة.. جلاب سيدى عبد الرحيم القناوى"، وهناك بعض من يسمونها كوز الجلاب، تترواج ثمن الجلابة الواحدة من جنيه إلى 2 جنيه حسب الحجم، وهناك من يبيع "الكسر" وهى الفضلات المتبقية من الجلاب بنصف جنيه.

كيفية تصنيع الجلاب داخل المعامل

بمجرد وصولك القرية ستجد المصانع ويسمونها بـ"المعمل" وغالبا تسمى باسم صاحبها نحاسة، ويبلغ عدد المعامل هناك حوالى 10 معامل، تأتى مراحل التصنيع بتجميع عسل قصب السكر الخام داخل "جدول" وهو مكان يتم تشوين وتخزين العسل فيه، ثم تبدأ مرحلة التصنيع بوضعه فى النحاسة وهى أدوات طهى تشبه "حلة الطعام" ويتم إشعال النار أسفلها حتى يتم غلى العسل فى درجة حرارة مرتفعة تصل إلى 200 درجة مئوية، ويصبح سائل بصورة مرنة.

المرحلة الثانية:" يتم أخذ العسل الموجود فى النحاسة ويضاف عليه بعض الكروبنات حتى يصبح متماسك أثناء تفريغه فى أقماع تشبه بسكوت الأيس كريم، تأتى ملحلة التفريغ ومسئول عنها شخص أخر، ويعمل بجواره الأطفال الصغار أو شاب يساعدة فى وضع الأقماع فى استعداد لتفريغ العسل من النحاسة بعد تجهيز الخلطة وهى أقماع مصنوعة من الفخار ويتم وضع القماع فى الهواء بعد تفريغ العسل المصنوع من النحاسة وتظل لعدة دقائق حتى تتجمّد ويتحول لونها إلى الأصفر.

المرحلة الثالثة يتم تفريغ الجلاب على حصير مصنع ومن جريد النخل يتم نشر أقماع الجلاب المصنوعة فى ساحة موجودة بجوار المصنع حتى تتعرض للهواء ولحرارة الشمس وتصبح متماسكة، ويأتى البائع يقوم بوضعها فى جوال يسمى بـ"الغلق" ويتم وضعها بشكل منظم حتى تصبح جاهزة للبيع فى الأسواق.

نحاسة الجلاب صناعة ورثها الأحفاد من الآباء

محمد حسن أحد العمال الممتهنين لصناعة الجلاب قال: "أعمل فى الصنعة منذ حوالى 15 عاماً، والنحاسة اللى بيتم تصنيع الجلاب فيها بتتعمل فى موسم قصب السكر فقط وبعدها تتوقف مع دخول فصل الصيف وأغلب البائعين بيشترى الجلاب ويخزنه حتى لا يتوقف عن البيع لأن بيع الجلاب أكل عيشه".

وأضاف أن صناعة الجلاب قديمة ومعروفة فى محافظة قنا، والصعايدة بيخدوها أثناء السفر لأقاربهم فى القاهرة و"بتغمرهم الفرحة لأن صناعة الجلاب مش موجودة فى بحرى، وإحنا بنسميه أيس كريم الغلابة، لكن الصنعة واجهتها مشاكل فى هذا العام على وجه الخصوص، نتيجة ارتفاع أسعار السكر، لأنه فى الغالب صناعة الجلاب تأخذ كميات كبيرة من العسل الأسود، مما ضاعف من سعر ثمن الجلاب، وفى ناس بدأت تستخدمه فى تحلية الشاى بعد وصول سعر كيلو السكر لـ 14 جنيها، ونفسنا نصدره لأوروبا"

مشاكل مهنة صناعة الجلاب فى محافظة قنا

ويعانى العاملون فى صناعة الجلاب من عدم وجود صرف صحى داخل القرية لأن القرية تحتاج إلى مياه بشكل كبير وتحتاج إلى نظافة بصورة دورية فضلًا عن ارتفاع أسعار العسل الذى يدخل فى صناعة الجلاب، وارتفاع أسعار الأيدى العاملة، والعاملون بالمهنة لا يجدون تأمينًا لأن الصنعة تتوقف مع انتهاء محصول قصب السكر، ويجب على الحكومة أن تدعم الصناعات اليديوية، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن السولار والعسل الأسود".