نجح مؤتمر "ميونخ" للأمن الذى يعقد حاليا فى ألمانيا، الذى يعقد بحضور 30 من رؤساء الدول والحكومات و80 وزيرا ما بين الخارجية والدفاع، فى أن يجمع على منصة واحدة مجموعة من الفرقاء السياسيين لـ 4 دول هم وزراء خارجية ودفاع "إسرائيل وإيران والسعودية وتركيا".
وتعقد غدا، الأحد، حلقة نقاشية تحمل عنوان "أزمات قديمة.. شرق أوسط جديد"، وسيشارك فى حلقة النقاش وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، ووزير خارجية إيران، جواد ظريف، ووزير خارجية السعودية، عادل الجبير، ووزير خارجية تركيا، جاويش أوغلوا.
ويُعرف عن المؤتمر السنوى الذى سيُعقد فى نهاية الأسبوع بأنه يوفر منصة مفتوحة وغير رسمية للحلفاء – والخصوم – للقاء عن قرب.
وذكرت مجلة "تايمز أوف إسرائيل" أنها ستكون هذه المرة الأولى على الإطلاق التى يشارك فيها وزيران "إسرائيلى وإيرانى" فى منصة علنية بهذا الشكل، وترتبط إيران بإسرائيل علاقات متوترة للغاية لدرجة أن طهران تدعو مرارا وتكرارا إلى زوال ما تصفه بالنظام الصهيونى.
ومن جانبه قال مكتب "ليبرمان" أن وزير الدفاع كان على علم بأن جواد ظريف سيتحدث خلال الجلسة، لكنه أشار إلى أنه سوف يتحدث قبل المسئول الإيرانى، بينما لم يكن هناك أى حوار بين الرجلين.
يذكر أن ليبرمان عقد اجتماعه الأول مع نظيره الأمريكى جيمس ماتيس على هامش المؤتمر، وقال له أن إسرائيل لديها مشاكل لا تنتهى مع إيران، وفى ختام الاجتماع، اتفق الوزيران على العمل "بعزم ضد إيران"، بحسب البيان الصادر عن مكتب ليبرمان.
كما دعا ليبرمان إلى تشكيل تحالف "حقيقى وفعال" ضد إيران لمكافحة الإرهاب الذى تبعث به طهران إلى العالم، وتطوير الصواريخ التى تعمل عليها وسباقها نحو التسلح النووى.
وقال ليبرمان إن إيران وكوريا الشمالية، التى لديها برنامجها النووى الخاص بها، هما جزء من "محور الشر"، الذى يشمل أيضا "حزب الله ونظام الأسد فى سوريا".
ويأتى اللقاء الاستثنائى بين ليبرمان وظريف فى الوقت الذى تتبادل فيه إسرائيل وإيران الاتهامات بتهديد السلام فى العالم.
وفى مقابلة أجريت معه الخميس الماضى قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يتحدث نيابة عن المنطقة بأسرها التى تشعر بتهديد من الأطماع الإيرانية، وبأن ذلك يساعد فى تحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وقال نتنياهو لقناة "فوكس نيوز"، إنه على الرغم من كونه أكثر المتحدثين صراحة ضد الاتفاق النووى الإيرانى، فإن دولا عربية، أعربت عن اعتراضها على الاتفاق لكن فعلت ذلك بهدوء.
وأضاف أن الدول العربية تهمس الأشياء فى الظلام نوعا ما؛ لن يقولوا ذلك صراحة، وأضاف اضطررت إلى حد ما التحدث باسم الجميع فى المنطقة.
وأشار نتنياهو، الذى يقوم بزيارة حالية إلى الولايات المتحدة، إلى أن إيران أصبحت أكثر عدوانية وأكثر فتكا وأكثر رعاية للإرهاب، متابعا: "مع المزيد من الأموال والناس.. نقول انتظر لحظة، هذا النمر المزمجر، إذا لم يتم وقفه، سيلتهمنا جميعا".
فى غضون ذلك، قالت إيران أن ترسانة إسرائيل النووية المزعومة هى أكبر تهديد على السلام العالمى، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى، كما نقلت عنه وكالة "إيرنا" الإيرانية الرسمية للأنباء، إن إسرائيل هى التهديد الأكبر على السلام والأمن فى المنطقة والعالم.
يذكر أن المؤتمر سيركز على حصول قادة العالم على فرصتهم الأولى فى لقاء أعضاء من إدارة ترامب وسط مخاوف من التزام الرئيس الجديد لحلف شمال الأطلسى (ناتو) وموقفه من روسيا.
ويترأس الوفد الأمريكى فى المؤتمر، الذى انطلقت فعالياته أمس، الجمعة، نائب الرئيس مايك بنس وماتيس، ووزير الأمن الداخلى جون كيلى.
كما تربط السعودية بإيران خلافات حادة تصل إلى حد التراشق بالألفاظ بين الرياضة وطهران، خاصة بعد إعدام عالم الدين الشيعى "نمر النمر" بداية العام الماضى، وهو ما قابله اقتحام القنصلية السعودية فى طهران.
وكان العالم الشيعى الذى تم إعدامه، مناهضا بشدة للحكومة السعودية، وقد ألقى خطابا خلال تظاهرات 2011 دعا فيها إلى انفصال المنطقة الشرقية واندماجها مع البحرين التى كانت بدورها تشهد حركة احتجاج يقودها الشيعة، الذين يشكلون أكثرية سكان المملكة الصغيرة.
ومن المتوقع أن يشارك فى المؤتمر أيضا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ووزير الخارجية الصينى وانج يى ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى والرئيس الأفغانى أشرف غانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة