كريم عبد السلام

زوكربيرج وإنقاذ العالم.. الوهم الكبير

الأحد، 19 فبراير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما وصلت إلينا شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك وانتشرت بين مختلف الفئات العربية قلنا إنها مجرد موضة بين المراهقين والشباب، ووسيلة جديدة للتواصل والفضفضة، لكننا عرفنا بعد انتشار الثورات فى العالم من أوكرانيا إلى تونس، أن فيس بوك أكبر من ذلك بكثير وأن تلك الشبكة الاجتماعية التى كنا نستخف بها واحدة من المنصات الاستعمارية الجديدة والكبيرة، وأن وظيفتها تتعدى منح بعض الأفراد والمجموعات إمكانية الدردشة والتواصل ونشر ما يفكرون به لوجه الإنسانية المعذبة.
 
فيس بوك، كما علمنا ورأينا، هو أكبر وسيلة لجمع المعلومات فى كل أنحاء العالم، وللمعلومات شأن لو تعلمون عظيم، فهى وسيلة الانتصار فى الحروب، ووسيلة الشركات العملاقة وغير العملاقة لتقويض منافسيها والسيطرة على الأسواق، وهى مثار بحث واهتمام كل أجهزة الاستخبارات فى العالم، لأنها أصبحت الوسيلة المثلى لتقويض المجتمعات من الداخل وتدمير الدول بأيدى أبنائها دون تكلفة تقريبا.
 
لماذا تتكلف الدول الاستعمارية مليارات الدولارات فى حشد قواتها وتحريك أساطيلها وتتكبد خسائر فى الأرواح يمكن أن يترتب عليها هزائم سياسية بينما يمكنها تحقيق نفس الأهداف من خلال التحكم بالسكان المحليين فى هذا البلد أو ذاك ودفعهم إلى تدمير أنفسهم وبلادهم حتى يسهل إعادة هيكلتها وتوظيفها لعقود مقبلة؟
 
ليس غريبا إذن أن تتناول مراكز الأبحاث السياسية، سواء المرتبطة بجهات مدنية مثل الصحف أو تلك التابعة لجهات عسكرية، ما يسمى بحروب الجيل الرابع بالتزامن مع انتشار وتغلغل شبكات ومواقع التواصل الاجتماعى فى العالم، ورأينا مثلا حروب الشائعات التى تتبناها فجأة آلاف الصفحات والحسابات المجهولة فى هذا البلد أو ذاك لبناء رأى عام غاضب وتسييره فى اتجاه محدد والتحكم به بعد ذلك، كما رأينا تلك الشائعات تدفع فى اتجاه إحداث خسائر اقتصادية كبيرة كما تم عندنا فى الترويج للمضاربة على الدولار قبل إجراءات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة، وصرفه عبر مجموعات خارجية لمنع وصول العملات الأجنبية لمصر، أو كما يحدث من حملات تشويه للمقاصد السياحية المصرية وترويع السائحين حتى لا يخططوا لزيارة مصر أصلا.
 
فيس بوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية لها ظاهر وباطن إذن، لها مهام معلنة ومهام سرية، لها إدارة تسير ظاهرها، فماذا عمن يديرونها من الباطن لإنجاز مهامها السرية؟
وللحديث بقية









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة