كريم عبد السلام

حين فقدنا الرضا

الخميس، 02 فبراير 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أتكلم عن الرواية الشهيرة للكاتب الأمريكى جون شتاينبك، ولكنى أقصد مفتتح قصيدة الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، مذكرات الصوفى بشر الحافى، التى تنطبق علينا وعلى أيامنا الحالية انطباقا تاما، وكأنها كتبت على سبيل التحذير والإنذار لنا بضرورة أن نراجع أنفسنا وأن نعيد النظر فى أسلوب حياتنا وغاياتنا المنشودة والأهداف التى نخطط لها ونسعى لتحقيقها، فماذا يريد الشاعر الراحل أن يقوله لنا:
"

حين فقدنا الرضى

بما يريد القضا

لم تنزل الأمطار

لم تورق الأشجار

لم تلمع الأثمار

حين فقدنا الرضا

*

 

حين فقدنا الضحكا

تفجرت عيوننا ... بكا

حين فقدنا هدأة الجنب

على فراش الرضا الرحب

نام على الوسائد

شيطان بغيض فاسد

معانقى ، شريك مضجعى ، كأنما  قرونه على يدى

*

حين فقدنا جوهر اليقين

تشوهت أجنة الحبالى فى البطون

الشعر ينمو فى مغاور العيون

و الذقن معقود على الجبين

جيل من الشياطين

جيل من الشياطين

إحرص ألا تسمع

إحرص ألا تنظر

إحرص ألا تلمس

إحرص ألا تتكلم

قف

و تعلق فى حبل الصمت المبرم

ينبوع القول عميق

لكن الكف صغيره

من بين الوسطى و السبابة و الابهام

يتسرب فى الرمل ... كلام

............
 
كان الإنسان الأفعى يجهد أن يلتف على الإنسان الكركى
فمشى من بينهما الإنسان الثعلب
عجباً،..
 
زور الإنسان الكركى فى فك الإنسان الثعلب
نزل السوق الإنسان الكلب
كى يفقأ عين الإنسان الثعلب
ويدوس دماغ الإنسان الأفعى
واهتز السوق بخطوات الإنسان الفهد
قد جاء ليبقر بطن الإنسان الكلب
ويمص نخاع الإنسان الثعلب
يا شيخى بسام الدين
قل لى.. أين الإنسان.. الإنسان؟
شيخى بسام الدين يقول:
«اصبر.. سيجىء
سيهل على الدنيا يوماً ركبه
 
............
الإنسان الإنسان عبر
من أعوام
مضى ولم يعرفه بشر
حفر الحصباء، ونام
وتغطى بالآلام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة