علا الشافعى تكتب: رسالة إلى أستاذى ومعلمى محمد كامل القليوبى.. لم تكن أستاذا للسيناريو أو مخرجا لأفلام مهمة بل إنسان يصعب تكراره.. وستظل موجودا وسأنتظر لقاءك لتقول نفس الجملة "ما تختفيش يا علا"

الخميس، 02 فبراير 2017 02:36 م
علا الشافعى تكتب: رسالة إلى أستاذى ومعلمى محمد كامل القليوبى.. لم تكن أستاذا للسيناريو أو مخرجا لأفلام مهمة بل إنسان يصعب تكراره.. وستظل موجودا وسأنتظر لقاءك لتقول نفس الجملة "ما تختفيش يا علا" رسالة إلى أستاذى ومعلمى محمد كامل القليوبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"نحترف نحن الكلمات نصيغ الجمل التى تبكينا أو تضحكنا.. ولكن كل شىء يذهب ويتوقف عندما نفكر فى رثاء المقربين وأصحاب الفضل علينا.. لا أعرف ماذا أكتب، بمجرد أن سمعت خبر رحيل أستاذى وصديقى، سامحنى لأننى كنت أعتبرك  من أهم أصدقاء الحياة، رغم أنك المعلم والأستاذ.

بمجرد أن قرأت جملة، "الدكتور والمخرج السينمائى محمد كامل القليوبى فى ذمة الله"، كل شىء توقف للحظة شعرت أننى عاجزة عن التعبير، لا توجد كلمات أرددها؟ هل تعلم أننى كنت سأمر عليك اليوم؟ هل تعلم أننى والمبدع داوود عبد السيد تحدثنا عنك، وقالى إنه يأمل أن يراك هو الآخر بخير، لأنه لن يتحمل صدمة رحيل أخرى، هل تعلم أننى كنت أنام وأصحو يومياً على أمل أن أراك فى ندوة أو مهرجان ستصادفنى وتقول لى جملتك المشهورة "إنتى فين.. بلاش تختفى كدا".

 

عمن أكتب وأتحدث، أستاذى الذى وقفت أمامه وكان واحداً من أعضاء لجنة الاختبار فى امتحانات القبول بالمعهد العالى للسينما قسم سيناريو، وهو يسألنى ويناقشنى فى الأدب، أعرف يقينا أنك تذكر جيداً عندما سألتنى عن الأديب عبد الحكيم قاسم، لا أنسى ابتسامتك الصافية وأنت تتلقى إجاباتى.. أذكر كيف همست للمخرج خيرى بشارة، بجوارك فى المقعد أثناء الاختبار وقلت له، "إن علا حاصلة على بكالوريوس الإعلام قسم صحافة وتعمل تحت التمرين، ليس ذلك فحسب، بل إنها فى المركز الإعلامى بمهرجان الإسكندرية تعمل فى خدمة زملائها الصحفيين، وتسافر يومياً إلى القاهرة لحضور الاختبارات فى قسم السيناريو".

محمد كامل القليوبى
محمد كامل القليوبى

 

لم أقل لك يوماً ولم أبح كيف إننى لا أزال ممتنة لكل موقف أو كلمة كنت تقولها أمامى أو من ورائى، كنت ترانى مكافحة وتقدر ذلك وتحترمه، عماذا أكتب، عن علمك الوفير فى تاريخ السينما العربية الذى نقلته إلينا، ومحاضراتك التى لم تفتنى إحداها، أم عن حرفية السيناريو التى علمتنى إياها، عن أستاذى الذى جلست أمامه كطالبة تحاول أن تعرف ماهية فن السينما، أم عن إخلاصك فى العمل ودأبك، أم عن الصحفية التى كنت أحد مصادرها الذين يأخذون بيدها ويشرحون لها ولا يبخل عيها بمعلومة.. عن حبك لطلابك من أبناء الدول العربية.. عن إيمانك بالقيم والمبادئ والحرية والعدالة، وهى التى ظللت تدافع عنها حتى آخر لحظة فى حياتك.

المخرج الراحل
المخرج الراحل

 

الدكتور محمد كامل القليوبى بالنسبة لى ليس أستاذ السيناريو المرموق ومؤرخ السينما وصاحب أفلام "3على الطريق ـ  والبحر بيضحك ليه ـ وخريف آدم ـ  واتفرج يا سلام ـ وأحلام مسروقة"، ومسلسلات "طعم الحريق ـ بعد الطوفان"، أم أفلامك التسجيلية "محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع"1990 ـ "تموت الظلال فيحيا الوهج 1996"، وأخرها فيلمك البديع والذى يكشف كذب من يكتبون التاريخ على هوى الحكام "أنا اسمى مصطفى خميس"، وهو الفيلم الذى يعد تتويجا لجهد كبير شمل توثيقا وتأريخا للمناضل عم طه سعد عثمان وعبد المنعم الغزالى والمناضل الشهيد أحمد شرف، ومحاولات القيادي الشيوعى نبيل الهلالى، لكشف الحقائق، إضافة إلى الحاج محمد خميس شقيق الشهيد مصطفى خميس المتهم الأول فى أحداث غزل كفر الدوار أغسطس 1952 ، فيلمك الذى بات وثيقة مهمة تطرح العديد من الأسئلة.

 

البحر بيضحك ليه 2
البحر بيضحك ليه 2

 

البحر بيضحك ليه
البحر بيضحك ليه

 

عماذا أكتب، عن المناضل محمد كامل القليوبى، أحد رموز الحركة الطلابية فى السبعينيات، أم عن دورك فى النهوض بالسينما التسجيلية، وتعزيز دورها فى الحفاظ على تاريخ الوطن وذاكرته، فعلت كل ذلك، مخرجاً ومؤلفاً وكاتباً وناقداً ورئيساً للمركز القومى للسينما، ومعلماً فى المعهد العالى للسينما، ومسئولاً عن جمعية «نون» للثقافة والفنون التى ترعى مهرجان السينما الأوروبية وقبل هذا وبعده، عن دورك كمناضل سياسى فى إطار الحركة الطلابية لجيل السبعينيات التى كان القليوبى واحداً من أبرز نجومها اللامعين أثناء دراستك فى كلية الهندسة، والتى قادتك فيما بعد لدراسة السينما، ونيل شهادة الدكتوراه فى فنونها .

خريف ادم
خريف ادم

 

كثيرون سيكتبون عن ذلك، كثيرون سيحللون ويستفيضون فى الكتابة عن إبداعك.. أستاذى ومعلمى وصديقى، لن أنسى حكاياتك، لن أنسى سرعة بديهتك وجملك، لن أنسى رفقتك فى السفر، لن أنسى خفة دمك وحبك لأصدقائك، لن أنسى كل ما رويته عن رامى ابنك الوحيد، الذى كنت تفتخر به فى كل جملة تقولها.

أستاذى أنت موجود بيننا، سأنتظر لقاءك صدفة وستقول لى نفس الجملة "ما تختفيش يا علا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة