أكرم القصاص

أحمد بهاء الدين.. وزمن الرجل العادى

الإثنين، 20 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نبقى مع الأستاذ أحمد بهاء الدين فى عامه التسعين وبعد عشرين عاماً على رحيله، ما يزال قادرا على إثارة الدهشة، بأفكار معاصرة، عندما كتب بهاء «عصر الرجل العادى عام 1959، لم تكن أدوات الاتصال والتواصل، اتسعت، كانت الصحافة والإذاعة، والتليفزيون لم تكمل عشر سنوات.
 
فى كتابه «محاوراتى مع السادات» يقدم أحمد بهاء الدين نموذجا للعلاقة بين المثقف والسلطة، يحتفظ بمكان من السلطة، دون أن يتورط فى مزايدة أو مداهنة.
وخاض منفردا معركة فى مواجهة توظيف الأموال، عندما كانت شركات التوظيف تسيطر على الصحف والإعلام والسياسة فى منتصف الثمانينيات، كما واجه إمبراطورية شمس الدين الفاسى، الذى عين نفسه رئيس «المجلس العالمى للطرق الصوفية»، عندما اشترى مساحات فى الإعلام وأجنحة بمعرض الكتاب.
تصدى بهاء لهجمة الفاسى ودفع الثمن.
 
«مقالات لها تاريخ» الصادر عن الكتاب الذهبى من روزاليوسف، يكشف كيف كان بهاء قادرا على حفظ استقلاله فى مواجهة ما يختلف معه من كل سلطة.. والسلطة لا تقتصر على السلطة السياسية، لكن سلطة المال والجهل والفساد والمزايدة والانتهازية، والجمود فى اليمين واليسار.
 
يكتب بهاء مقالا فى 14 يوليو 1952 عن «وزراء لا موظفون»، يطرح فيه قضية ما تزال قائمة، هل الوزير سياسى أم تكنوقراطى؟، ويشير لظاهرة وقتها، كان من يشغلون مناصب وزارية، من كبار الموظفين فى دواوين الحكومة أو من سلك الجامعة، أصبحوا وزراء، ويرى بهاء أن الوزراء يفترض أن يكونوا ممن خاضوا العمل السياسى بالأحزاب والانتخابات والنقابات، وأن الكفاءة تختلف عن إدارة شؤون الحكم.
 
كما يكتب عن «دراويش الماركسية»، منتقدا مزايدات بعض الذين يتمسكون بالنص على حساب الفكرة والواقع، بهاء يناقش الفكرة وليس الشخص، ويحشد المنطق والمعلومة، بعيدا عن الاتهامات أو العنف اللفظى.
 
ناقش الفرق بين اليسار واليمين فى السياسة، ومع أنه كان يصنف نفسه اشتراكيا ديمقراطيا، فقد اختلف كثيرا مع هؤلاء الذين ينحازون إلى الخبز على حساب الحرية، والعكس، وكان يرى أن العدالة تتحقق بتوافر الحرية، ويفرق بين الحرية والفوضى، ويرى أن الديمقراطية ليست انتخابات ومقاعد فقط، لكنها العدالة، وضمان الإرادة الحرة، وسيلة نحو العدل. وليس غاية.
 
الكتاب تنوع من مقالات بهاء فى الفن والسينما والثقافة، ومحاورات وخلافات مع معاصريه، حول قضايا الفكر والتعليم والثقافة والفن، بانوراما عميقة لكاتب ما يزال قادرا على إثارة الدهشة، كاشفا عن أن قضايانا لم تختلف كثيرا بالرغم من تطور الشكل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة