عادل السنهورى

تجربة جابر نصار

الإثنين، 20 فبراير 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجربة هذا الرجل تستحق الدراسة والمتابعة والاقتداء بها، كنموذج لمسؤول لم يسكن الخوف قلبه أو وجدانه، ولم تكبل الرعشة يديه فى اتخاذ القرارات الحاسمة للصالح العام. ولم يخشَ نصائح وتحذيرات مسؤولين كبار من دخوله «عش الدبابير» حتى لا تكون نهايته السجن..!
 
الدكتور جابر جاد نصار، رئيس جامعة القاهرة، أكبر وأقدم جامعات الشرق الأوسط ومنارة التنوير والتجديد منذ إنشائها على أيدى نخبة وطنية قادت لواء تمصير التعليم المصرى فى مواجهة الغزو الثقافى الغربى، وفى مواجهة الاحتلال الإنجليزى، حقق تجربة، ومازال، غاية فى الروعة والإبداع بحسم رجل القانون وبحزم وعزم المسؤول.
 
وفى رأيى ستبقى هذه التجربة الناجحة فى الجامعة التى كادت أن تضيع ويهيمن عليها الفشل والفساد، بعد أن أصبحت قبل تولى الدكتور جابر نصار المسؤولية، خارج التصنيفات العلمية للجامعات حول العالم، وسبقتها بمراحل جامعات أفريقية وإسرائيلية.
 
كل ما فعله الدكتور نصار، هو أن اتخذ العلم وفن الإدارة سبيلًا وطريقًا للنجاح وانتشال هذه القلعة العلمية العريقة من الغرق والتيه فى كهوف الفساد. فلم يخشَ التحذيرات من أصدقائه الوزراء، وبدأ فى الحرب على الفساد وشلة المستشارين، ونجح فى إعادة ملايين الجنيهات المهدرة والضائعة على الجامعة التى كانت تعانى من ديون واجبة السداد بحوالى 150 مليون جنيه. ونجح فى استعادة أملاك وأصول وأوقاف للجامعة بمليارات الجنيهات فى محافظات مصر، فى القاهرة والجيزة والأقصر والمنوفية لم يكن أحد يعلم عنها شيئًا.
 
ليست الإدارة فقط والحفاظ على الأصول والأموال وإنما فى إعادة البريق العلمى والثقافى والفنى للجامعة، لتستعيد بريقها وبهاءها التى فقدته لسنوات طويلة بعد محاولة جماعات الظلام والتشدد للسيطرة عليها. ولا ننسى ما قام به الدكتور نصار، فى مواجهة الإخوان والسلفيين والانتصار عليهم بالقانون. وكسب كل المعارك ضدهم مثل معركة النقاب فى المستشفيات الجامعية، وعاد فنانو مصر إلى قبة الجامعة مرة أخرى ليعيدوا لها نورها الذى انطفأ تحت وطأة الخوف من تلك الجماعات، واستعادت الجامعة ذاكرتها المجيدة كإشعاع للعلم والفن والتنوير.
 
وقضى نصار على إمبراطورية « بين السرايات»، فى طبع الكتب والمذكرات الجامعية، وجدد المطبعة، من أحدث المطابع فى مصر الآن.
 
يكفى أن نعرف أن الجامعة المديونة فى خلال 3 سنوات فقط، أصبح رصيدها لدى البنك المركزى، حوالى مليار و600 مليون جنيه، ولم تعد تعتمد على دعم الحكومة.
 
أشياء كثيرة فعلها هذا الرجل المحترم.. وكتب باسمه تجربة ونموذج خاص، اسمه «جابر نصار». 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة