تناول الزميل النابه عباس السكرى فى «اليوم السابع» قضية مهمة للغاية مازالت الدولة لا تبدى اهتماما كبيرا بها، وهى قضية النهوض بالسينما المصرية.
وكيف أن هذه الصناعة كانت فى زمن الستينيات تمثل الدخل القومى الثانى لمصر ثم بدء الانحدار.
الرئيس السيسى كان قد اجتمع أثناء ترشحه لرئاسة الجمهورية فى مايو 2014 بعدد كبير من الفنانين المصريين وبحث معهم إمكانية النهوض بالفن عموما والسينما المصرية بالأخص، وأكد فى اللقاء دور الفن والثقافة فى نشر الوعى ضد التطرف والتشدد. الرئيس تحدث فى هذا اللقاء عن الأهمية الاقتصادية للسينما المصرية التى كانت تعد ثانى مصادر الدخل القومى المصرى بعد محصول القطن، بما يعنى أن صناعة السينما كانت جزءا مهما من الدخل القومى فى مصر مثل باقى الدول المتقدمة التى ترى فى السينما شريكا فى النهوض الاقتصادى.
الحكومة بعدها قررت رفع الدعم للسينما من 21 مليون جنيه إلى 50 مليون جنيه، لكن لم نسمع عن أى اجتماعات أو لجان، ولم يتم تفعيل لجنة السينما التى شكلها المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء السابق، لبحث عودة دور الدولة فى دعم السينما مرة أخرى.
أخيرا وزارة الثقافة على لسان مستشار الوزير الدكتور خالد عبد الجليل أكدت أن هناك مشروعا لبناء مدينة السينما على أرض الفنون بمنطقة الهرم، وهو خبر جيد يعطى الأمل فى استعادة السينما المصرية ريادتها مرة أخرى ودورها فى دعم الاقتصاد المصرى، فالسينما فى العالم تدر دخلا يقارب الـ100 مليار دولار بما يعنى أنها أصبحت تلعب دورا مهما فى اقتصادات الدول والمجتمعات التى تهتم بهذه الصناعة المتميزة كأحد مصادر التمويل أو أحد مصادر الدخل القومى.
تعالوا نرَ ما تمثله صناعة السينما الأمريكية ورمزها الأكبر هوليود من دخل قومى يقدر بحوالى 10 مليارات دولار أمريكى سنويا داخليا فقط، ودون احتساب ما يوزع خارجيا، أما السينما الهندية ورمزها مدينة السينما فى بوليود فى مدينة حيدر آباد بولاية أندرا براديش، فحدث ولاحرج، فقد حققت العام الماضى إيرادات أكثر من 25 مليار دولار بزيادة 10 مليارات دولار عن العام 2010، حتى كوريا الجنوبية المحرك الرئيسى لصناعة الأفلام فى جنوب شرق آسيا، تحقق السينما لديها دخلا قوميا بحوالى 7 مليارات دولار وتوفر فرص عمل مباشرة بما يقرب من 67 ألف فرصة عمل.
أما أوضاع السينما المصرية، فحدث ولا حرج، والأرقام لا تستحق أن تذكر مقارنة بالسينما العالمية، فآخر الإيرادات 160 مليون جنيه من إنتاج 24 فيلما فقط.