عين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجنرال إتش أر هربرت رايموند ماكماستر مستشارا جديدا للأمن القومى خلفا لمايكل فلين، الذى تمت الإطاحة به عقب تضليله المسئولين بشأن اتصالاته مع مسئولين روس، وهى الخطوة التى وصفتها الصحيفة بأن هدفها مساعدة البيت الأبيض على مزيد من الثبات بعد العثرات التى تعرض لها على جبهات متعددة.
وخلال تقديمه للصحفيين فى نادى الرئيس بولاية فلوريدا "مار إيه لاجو" قبل العودة إلى واشنطن، وصف ترامب ماكماستر بأنه رجل يتمتع بموهبة هائلة وخبرة كبيرة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، فى تقرير لها الثلاثاء، إن ترامب باختياره ماكماستر، توجه إلى مخطط استراتيجى عسكرى يحظى باحترام كبير ويتمتع بالصراحة الشديدة، عُرف بدوره القيادى خلال حربى الخليج والعراق. لكن على العكس من كثير من الضباط الآخرين، لم يمض ماكماستر تقريبا أى وقت فى البنتاجون أو فى واشنطن، وهو ما سيكون تحديا لدوره الجديد.
ويعود الجنرال المتقاعد كيث كيلوج، الذى كان يقوم بمهام مستشار الأمن القومى بعد استقالة فلين، إلى دوره كرئيس موظفى مجلس الأمن القومى.
وكان كلا الرجلين من بين عدة مرشحين قال مساعدو البيت الأبيض إن ترامب خطط لإجراء مقابلات معهم خلال عطلة نهاية الأسبوع لاختيار خليفة فلين. وكان ترامب قد اختار فى البداية قائد البحرية المتقاعد نائب الأدميرال روبرت هاروارد، الذى رفض العرض، الأمر الذى زاد من الإحراج المحيط بالموقف.
ويتولى ماكماستر مهام منصبه فى وقت تشهد فيه واشنطن العديد من التحديات الأمنية منها مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية العام الماضى، واختبار الصاروخ الباليستى الذى قامت به كوريا الشمالية هذا الشهر.
ويعرف ماكماستر بذكائه وصراحته الشديدة، ومهاراته التى جعلته يحظى بالإشادة بين الضباط. وقال مسئول بالبيت الأبيض إن ماكماستر لن يتقاعد من الجيش، لكن سيظل جنرال بثلاث نجوم مثلما فعل كولين باول عندما كان مستشارا للأمن القومى فى عهد رونالد ريجان.
ومن جاننبه، قال بيتر فيفير، العالم فى العلاقات المدنية العسكرية فى جامعة ديوك إنه يتوقع أن يتبنى ماكماستر نظرة متشككة إزاء روسيا، وينظر إليها كشريك مشكوك فيه وتهديدا محتملا بدرجة كبيرة للولايات المتحدة. ويتوقع أيضا أن يتعامل بشك مماثل تجاه إيران التى يرى كثير من كبار الضباط العسكريين الأمريكيين إن دعمها لوكلائها عبر الشرق الأوسط لم يكن له رادع برغم الاتفاق النووى الذى وقعه الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران.
بينما قال الجنرال المتقاعد ديفيد بارنو، الذى يعرف ماكماستر جيدا، إن الأخير سيحقق تفاهما شخصيا عميقا لما يعنيه الذهاب إلى الحرب، وخوض الحرب لوقت طويل للغاية.
من ناحية أخرى، وصفت مجلة" تايم" ماكماستر بأنه واحد من أفضل العقول العسكرية، وعمل مؤخرا كمدير لمركز تكامل قدرات الجيش فى فرجينيا الذى يتولى مهام الاستعداد للتهديدات المستقبلية. فى عام 1997، نشر كتابا هاما بعنوان "إهمال الواجب: ليندون جونسون، روبرت ماكنمارا، هيئة الأركان المشتركة والأكاذيب التى أدت إلى فيتنام". وتناول هذا الكتاب فشل القادة العسكريين فى تحدى صناع القرار المدنيين بشأن قرار الذهاب إلى حرب فيتنام.
واختارته مجلة تايم ضمن قائمتها لأهم 100 شخصية فى العالم عام 2014 بعد ترقيته ليقود مركز المستقبليات فى الجيش والذى حظى بسببه بالإشادة بكونه ربما المحارب المفكر المتفوق فى الجيش فى القرن الحادى والعشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة