وقت الغضب لا تسأل عن برتوكول أو رسميات، فـ"الشتائم" والتجاوزات ليست من سمات حياة العوام فقط بل إن لها وجود فى القصور الرئاسية وبين الزعماء والدبلوماسين والساسة أيضا، وفى هذا سجل التاريخ مواقف عده لكبار زعماء العالم لم يتمكنوا من حفظ لسانهم عندما تشتد الخلافات، وهذا يؤكد أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب - والذى يركز الإعلام على "زلات لسانه" المتكررة - ليس فريدا فى ذلك.
دونالد ترامب
أظهرت الزلات "الترامبية" أسوأ ما فى زعماء العالم، حيث شهدت الفترة الماضية عددا لا بأس به من التصريحات التى تخرج عن اللياقة والدبلوماسية بسبب تصريحات الرئيس الأمريكى المستفزة، وفتح تطاول رئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت على الرئيس الأمريكى وسخريته منه على موقع "تويتر" الباب للحديث عن هذا الشأن، حيث قال المسئول السويدى "أى نوع من المخدرات يدخن الرئيس الأمريكى؟"، وهى التغريدة التى جاءت ردا على تصريحات ترامب بأن السويد تعرضت لعمل إرهابى وهو مالم يحدث.
ومن واشنطن إلى طهران حيث وصف الرئيس الإيرانى حسن روحانى ترامب بـ"المبتدئ فى عالم السياسة وجاء من عالم مختلف، إنها أجواء جديدة تماما بالنسبة له وسيحتاج الوقت الطويل وسيكلف الولايات المتحدة الكثير إلى أن يتعلم ما يحدث فى العالم"، وذلك فى تعليق جديد على إعلان ترامب حظر دخول مواطنين 7 دول مسلمة بينهم إيران إلى الولايات المتحدة.
ووجه على أكبر ولايتى، مستشار مرشد الثورة فى إيران على خامنئى، إهانة لترامب، محذرا إياه فى الوقت ذاته من انفراط حكومته الجديدة، وقال: "ترامب أصغر من أن يحدد لإيران مهامها"، وأضاف: "من الأفضل لترامب أن يأخذ درسا من الحكومات الأمريكية السابقة، إيران قائمة على أصوات الشعب".
أما رئيس وزراء أستراليا مالكوم تيرنبول، فقد أهان ترامب بطريقته، وذلك بطبع صورته على ممسحة الأحذية، وذلك عقب المكاملة الهاتفية التى تطرق خلالها الزعيمان إلى اتفاقية إعادة توطين اللاجئين الموقعة بين البلدين، وانتهت بإغلاق ترامب الهاتف فى وجه تيرنبول، ووصف ترامب المكاملة بأنها "الأكثر سوءا" من بين الكثير من المكالمات التى أجراها منذ تنصيبه، حيث أكد ترامب فى وقت لاحق عبر تويتر أنه "سيدرس هذا الاتفاق الغبى".
وتعرض ترامب للإهانة من عدد من مسئولين آخرين ، ففى تصريح صحفى عام 2015 قال ديفيد كاميرون - رئيس وزراء بريطانيا فى ذلك الحين - إن ملاحظات ترامب حول حظر المسلمين خاطئة وتتسم بـ"الغباء"، وأيضا عبر الأمير السعودى الوليد بن طلال عن رأيه فى ترامب عبر تدوينة كتبها على تويتر فى نفس العام قال فيها "أنت عار ليس فقط على الحزب الجمهورى وإنما لكافة الأمريكيين"، وقال كريستيان جنسن، وزير خارجية الدنمارك، إن "ترامب يغير رأيه كما يغير أحدنا ملابسه"، أما رافائيل كوريا، رئيس الإكوادور المنتهية ولايته عن سياسة ترامب: "غبى وسوف يكون عونا للإشتراكيين فى أمريكا اللاتينية".
ولم يكن هذا إلا ردود فعل لتجاوزات ترامب، حيث قام ترامب بإهانة دوقة كامبريدج كيت ميتدلتون على تغريدة قديمة تساءل فيها عن شكلها من دون ثياب، وكان ذلك فى 2012 متسائلا كم سيجنى شخص استطاع التقاط صورة لكيت وهى عارية، وتستلقى تحت أشعة الشمس.
وأيضا أهان ترامب ملكة جمال الكون السابقة الفنزويلية أليسا ماتشادو وكان يطلق عليها اسم ميس بيجى أى خنزيرة، ثم أطلق عليها اسم ميس هاوسكيبينج، أى خادمة لأنها من أصول أمريكية لاتينية"، ودعا الجميع إلى مشاهدة شريط جنسى لماتشادو.
رئيس فنزويلا
يعتبر رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو من أكثر الرؤساء الذين يسبون نظرائهم ومسئولين آخرين، وكان آخرها لرئيس الأرجنتين موريسيو ماكارى الذى طالبه بالحرية السياسية فى فنزويلا، وانتقاد الوضع الاقتصادى والاجتماعى الخطير الذى يواجه هذا البلد الكاريبى، وقال مادورو ردا عليه "الزعيم الأرجنتينى لص، فاز بالتلاعب فى الانتخابات الأرجنتينية".
كما وجه مادورو الإساءة إلى رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى أكثر من مرة ، وفى المرة الأخيرة قال: "سأفجر أسنان راخوى إذا حاول التدخل فى شئون فنزويلا الداخلية"، وذلك ردا على دعوة راخوى بتويتر للإفراج عن السجناء السياسيين الفنزويلين"، وهى ليست السابقة الأولى ففيما قبل شتم مادورو راخوى قائلا: "راخوى عنصرى ونفاية فاسدة".
ولم يسلم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من لسان مادورو، فقد وصف أردوغان – كما نقلت الموندو الإسبانية – بـ"الطفل الرضيع" فى تعامله مع الانقلاب الذى تعرض له، وهو لن يكون مثله فى التعامل مع أى انقلاب يتعرض له.
رئيس الفلبين
أما رئيس الفلبين رودريجو دوتيرتى المعروف بلسانه السليط فوصف الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بـ"ابن العاهرة"، وقال دوتيرتى بغضب عندما قيل له إن أوباما سيسأله عن الحرب على الجريمة والمخدرات التى يشنها فى الفلبين وأوقعت أكثر من 2400 قتيل خلال قرابة شهرين، إنه لن يسمح له بإلقاء دروس فى حقوق الإنسان عندما يلتقيان فى لاوس، قائلا: "عليك ان تحترم الآخرين ولا تلقى فقط بالأسئلة والتصريحات، يا ابن العاهرة سألعنك خلال المنتدى، وسنتمرغ فى الوحل مثل خنزيرين إذا فعلت ذلك معى".
ويستخدم دوتيرتى عادة الكلمات الخشنة والألفاظ البذيئة عند التحدث عن منتقديه ويشدد على أنهم يريدون التملق للولايات المتحدة، على سبيل المثال قال: "هناك أشخاص عقولهم بمستوى عقول الكلاب التى تلعق مؤخرات الأمريكيين"، وقبل فترة وخلال الحملة الانتخابية انتقد دوتيرتى السفير الأمريكى فى مانيلا وشتمه ووصفه "بابن عاهرة" وبأنه شاذ جنسيا لأنه – السفير - انتقده على قوله مازحا إنه كان يريد ان يغتصب راهبة أسترالية قتلت فى سجن فيليبينى خلال تحرير رهائن عام 1989.
بوتين
وتعرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للإهانة من النائبين الجمهوريين الأمريكيين جون ماكين وميتش ماكونيل، وكالا له شتائم من العيار الثقيل، وقال ماكين: "بوريس نمتسوف قتل فى ظلال الكرملين وما علينا القيام به، هو أن نفهم حقيقة فلاديمير بوتين، هو قاتل ومجرم، وقام بقتل أناس فى أمر يعكس حقيقة انخراطه بنشاطات الكى جى بى (الاستخبارات الروسية)"، ومن جهته وصف السيناتور ماكونيل، زعيم الأغلبية بالكونجرس، بوتين بـ"المجرم"، فى تصريح حول إمكانية تعاون ترامب معه.
ميركل
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالى السابق سيلفيو برلسكونى فتبادلا السباب والشتائم، فقالت ميركل: "من قال لبرلسكونى أنه مقياس للقدرة الجنسية للمرأة الأوروبية؟ وذلك بعد أن وصفها برلسكونى بالبدينة ولا يمكن معاشرتها جنسيا، وفى 2008 قام برلسكونى بالسخرية من لون بشرة أوباما وقال إنه اكتسب سمرة من التعرض للشمس.