خرجت جماعة الإخوان، ببيان عبر تنظيمها الدولى، أمس، يوجه فيه رسالة شكر ومدح لرجب طيب أردوغان، الرئيس التركى، حيث تضمن البيان مصطلحات الطاعة للإخوان وتنفيذ التعليمات التى يقولها الرئيس التركى، ولم يعد هذا غريبا على الجماعة، ولكن الغريب هو توقيت هذا البيان، فرغم أن البعض قد يربطه بتصريحات أردوغان برفضه وصم الجماعة بالإرهاب، إلا أن هناك تفاصيل أخرى وراء هذا البيان.
ووجه إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، رسالة إلى رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى، قائلاً فيها أن الجماعة لن تخذله، هو أو أى مدافع عن مواقفها وفكرها. وقال منير، فى بيان للتنظيم الدولى للإخوان، نشرته وكالة الأناضول التركية: أن الجماعة تؤكد أنها لن تخذل الرئيس أردوغان أو أى مدافع عنها، مهما زادت الضغوط، وهذا عهد تحافظ عليه الجماعة، بأنها ستكون أمينة حازمة فى مراعاة أصول الضيافة، واحترام قوانين الدولة التركية وقوانين أى قطر مضيف آخر لها.
وأشاد منير، بـ"برفض أردوغان وصف جماعة الإخوان بالإرهابية، وإعلانه أن الإخوان المسلمين جماعة فكرية منتشرة فى أماكن مختلفة من العالم ولم تقم بأى عمل مسلح، وإذا تمت معاملتها معاملة الإرهابيين فإن ذلك لن يكون صحيحاً؛ وتأكيده أن الإخوان الموجودين فى تركيا لا صلة لهم بأى عمل إرهابى"، حسبما زعم البيان. والبيان الإخوانى لم ينشر إلا فى وكالة الاناضول التركية، بينما لم تنشره أى مواقع إخوانية أخرى، وهو ما يثير علامات استفهام حول أسباب خروجه فى هذا التوقيت، رغم استمرار دعم أردوغان للجماعة منذ عزل محمد مرسى.
وفى هذا السياق قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن هذا البيان وإن كان فى ظاهره مدح - إلا أن التنظيم الدولى لجماعة الاخوان يدرك جيداً أهمية الدور التركى إقليمياً ودولياً، وخاصة الدور الذى لعبه لصالح الإدارة الأمريكية السابقة مع صعود الربيع العربى الأمريكى أثناء تولى الرئيس الأسبق باراك أوباما هذا من ناحية.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع": "من ناحية أخرى التنظيم الدولى مازال لديه أمل أن يستعيد جزء من وضعه ومكانته ما قبل الربيع العربى كجماعة دعوية سياسية تحتل مكانة فى الشارع العربى - ولهذا يرى التنظيم أن أردوغان هو ظهير سياسى وتفاوضى بارع لحل مشاكل بوساطة مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب".
وتابع: "لايزال حزب العدالة والتنمية التركى هو جزء من مشروع الخلافة الإسلامية مع مكتب الإرشاد فى مصر وراشد الغنوشى فى تونس وهو معلم رجب طيب أردوغان، هذا المثلث الإخوانى التركى المصرى التونسى مازال يراهن على الوقت من خلال خطط بديلة كنوع من التهدئة - ولهذا جاء بيان المدح داعم للطرفين للتنظيم الدولى ومجموعة إخوان تركيا - وتعزيز مكانة تركيا إقليمياً، وهو ما يراهن عليها التنظيم الدولى خلال المرحلة القادمة، لأن تركيا تربطها علاقات مصالح مع كل أطراف الملعب الدولى".
وفى السياق ذاته قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بالإخوان، إن هناك رعبا كبيرا يتملك التنظيم بسبب انقلاب أمريكا عليهم بعد هزيمة هيلارى كلينتون وفوز ترامب، والتنظيم يدفع الآن بكل أوراقه للضغط على الإدارة الأمريكية حتى لا تصنفه كتنظيم إرهابى.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان، أن هناك منظمات وصحف يمولها الإخوان تدافع عن التنظيم وتحذر ترامب من عواقب هذه الخطوة ومن تلك الأوراق طبعاً النظام التركى بزعامة أردوغان، موضحا أن أردوغان سيشعر بالحرج الشديد إذا صنفت واشنطن الإخوان كجماعة إرهابية وهو يأوى قيادات ورموز هذه الجماعة فى بلاده، وهو يدرك خطورة هذا السلوك على علاقته بالأمريكان.
وتابع: "أردوغان ابن لهذا التنظيم وإدانة واشنطن للجماعة تعتبر إدانة لأردوغان الذى يستميت فى الدفاع عن تنظيم الإخوان ويوفر لقياداته ملاذاً آمناً، والبيان الذى أصدره إبراهيم منير هو من قبيل رد الجميل ونوع من التسول والرجاء له ألا يتخذ مواقف متشددة ضد التنظيم الإخوانى مهما كانت ضغوط واشنطن لكن أردوغان لن يقوى على السباحة ضد التيار الأمريكى".
وكان الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، قد دافع عن جماعة الإخوان الإرهابية، وقال فى مؤتمر صحفى: "أنا شخصياً لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة