وائل السمرى

واجبنا تجاه الصومال

الأربعاء، 22 فبراير 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تبرد يد الرئيس الصومالى الجديد، محمد عبدالله فرماجو، من حرارة السلام على المهنئين بانتخابه رئيسا للصومال، حتى شعر بحرارة أشد إيلاما وأكثر قوة نابعة من تفجير أحد أسواق غرب العاصمة الصومالية «مقديشيو»، أسفر عن وفاة 39 شخصا، وإصابة حوالى 50 آخرين، وبالطبع سارعت غالبية الدول، ومن بينها مصر إلى استنكار هذا الحادث الإرهابى بأشد العبارات، ثم أعلنت حركة الشباب الإسلامية المسلحة تبنيها لهذا الحادث المروع، فزادت وتيرة الاستنكار حدة، فالصومال الذى عانى لسنوات من حروب أهلية لم تنته بعد أن تأهب أخيرا لبذل خطوات مطمئنة من أجل نيل الاستقرار، وتوافق أخيرا أيضا على رئيس حظى بقبول شعبى واعتراف بالفوز من منافسه، أى أنه رئيس مستوف لكل شروط الشرعية، لكن «الإسلامجية» هناك لا يعترفون بالطبع باختيارات البشر، لأنهم فى وجهة نظر أنفسهم من اختيار الله.
 
تتشابه تحديات الصومال مع تحديات مصر، وإن كانت الصورة هناك أشد قتامة، لكن فى الحقيقة هذه الظروف الحالكة تؤكد أن مصيرينا واحد، وتحدياتنا واحدة، ولهذا يجب على مصر أن تخطو نحو هذا البلد العربى الشقيق بخطوات أوسع، وأن تتحرك تجاه هذه الناحية بشكل أكثر إيجابية، وقد دعوت فى السابق لتمهيد الأرض الوجدانية لدى شعوب «ساحل البحر الأحمر الأفريقى» بعمل حركة تبادل ثقافى على نطاق واسع، كما اقترحت أن تنظم مصر مؤتمرا لثقافات هذه الشعوب، لكن الأمر هنا بخصوص الصومال يتعدى فكرة التعارف الوجدانى، وإنما لا بد أن يتعدى هذا لعمل شراكة ثقافية واقتصادية وأمنية إن لزم الأمر.
 
بإمكاننا أن نتعاون مع هذا البلد الشقيق، الذى يعد مفتاحا مهما بالنسبة إلى مصر، كما تعد مصر بالنسبة إليه بمثابة النافذة، والبحث عن المشترك الواقعى بين البلدين أسهل بكثير من البحث عن معوقات التفاهم والانسجام والترابط، فأولا وأخيرا، ونحن أقرب إليه من بقية الدول فى العالم العربى، إذ لا يفصلنا عنها شوى، ويربطنا بها البحر الأحمر، ومساعدة الصومال على النهوض من كبوتها هى فى الحقيقة مساعدة لمصر وللمنطقة العربية بأكملها، فعدونا واحد ومصلحتنا واحدة ومستقبلنا مشترك، ولأول مرة منذ سنوات طويلة يصبح فى الصومال «شرعية» لحاكم، يجب علينا أن نمد له يد العون، وأن نساعده فى تثبيت حكمه حتى يخرج الشعب الصومالى من كبوته وأزماته.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة