دعنى أرَ الدين فى سلوككم وأخلاقكم، ولا تزايدوا وتكذبوا وترموا غيركم بما فيكم، فالإسلام دين الأخلاق ورسولنا الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، «وإنك لعلى خلق عظيم»، ولو اتبعنا ذلك «كنتم خير أمة أخرجت للناس».. أقول هذا الكلام للشياطين الذين يمرحون فى البلاد طولا وعرضا، ويقتلون شبابا أبرياء باسم الدين، والإسلام منهم ومن أفعالهم وأقوالهم برىء، فدم المسلم حرام وماله وعرضه حرام.
ما أقبح من ينصبون أنفسهم أوصياء وجلادين وسيافين، وينشرون الخوف والذعر بين المواطنين الآمنين، ويدعون حدودا ليست من شرع الله، بينما تعاليم الإسلام تفيض كالنهر العظيم سلاما ومحبة وتسامحا، وتنشر الأمن والطمأنينة بين العالمين، وما أحوجنا إلى سلام النفس والقلب والضمير، وأن يلتئم الشمل وتهدأ حدة المكائد والصراعات، وتمتد الأيدى للبناء وليس الهدم والتخريب، وأن نزرع الأرض خيرا وليس ألغاما ومتفجرات.
وعندما يرتفع فى السماء عاليا نداء «لا إله إلا الله» تتوحد القلوب وتتطهر المشاعر، ليس لتوظيف الدين لصالح الأغراض السياسية، أو أن تزعم جماعة بأنها صاحبة وكالة السماء حصريا، وأن أتباعها هم المسلمون وغيرهم كفار رغم أنهم يشهدون «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وليس لاستغلال فقر الناس والمتاجرة بآلامهم وأوجاعهم، وإنما لنشر الرحمة والتكاتف والتعاطف، وأن يكون الغنى عونا للفقير، والقادر سندا للمحتاج، فلا فضل إلا بالتقوى والعمل الصالح، وما أحوج بلادنا إلى استنهاض روح الأمة والعودة إلى جوهر ديننا الحنيف، فلا دنيا لمن لم يحى دينا، ولا صلاح إلا باستنهاض الأخلاق، فالرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
لا صلاح إلا إذا اغتسلت الأرواح وتطهرت القلوب، ورفعنا أيدينا مخلصين بالدعاء: «اللهم إنى أسألك فى صلاتى أن تطهر قلوبنا، وتكشف كرْبنا، وتغفر ذنبنا، وتصلح أمرنا، وتغنى فقرنا، وتكشف همنا وغمنا، واجعل من كل خير نصيبنا، وإلى كل خير سبيلنا، برحمتك يا أرحم الراحمين».. ولا تلهينا هموم الحياة ومشاغلها عن الاحتماء بسماحة الدين.
أقول ذلك لمن حاولوا اختطاف الوطن من هويته، وانتزاع علمه ورايته، فالأديان لا تحض على كراهية الأوطان، ومخطئ من يتصور أن حب الوطن يتعارض مع حب الدين، ولك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى.