للمرة الثانية خلال أيام قليلة، يخرج قيادى إخوانى ليكشف ما أسماه "شبكات المنافع فى جماعة الإخوان" وحجم الأخطاء التى ارتكبتها الجماعة خلال الفترة الماضية، ليستكمل بذلك اعترافات جمال حشمت القيادى الإخوانى عن الخطايا التى وقعت فيها الجماعة منذ ثورة 25 يناير.
فضح عطية الويشى القيادى الإخوانى، تنظيم الإخوان وكيفية صعود القيادات داخله، فى مقال مطول حمل عنوان "الأوراق الصفراء.. شبكات المنافع فى جماعة الإخوان" ونشر بمواقع موالية للجماعة، ليكشف ما يمكن وصفه بـ"الكوسة" داخل تنظيم الإخوان، نظرا لتولى أشخاص غير مؤهلين بالجماعة مناصب قيادية بحكم أنهم مقربون من القيادات أو أبناء لهم.
ودعا "الويشى" فى المقال الذى كشف أحدث أزمة داخل التنظيم، عزل "إخوان مصر"، عن التنظيم الدولى للجماعة، لمنع ما أسماه نقل عدوى فيروس إخوان مصر إلى التنظيم الدولى، مؤكدا أن إخوان مصر يمرون بأزمة كبيرة تتمثل فى عدم ثقتهم فى بعضهم البعض.
وقال "الويشى": "هذه مشكلة مصرية داخلية، وليس لأحد من إخوان الأقطار الأخرى أيَّةُ مصلحة للانغماس فيها والتأثُّم بالانحياز لأحَدٍ من أطرافها، وحتى يتمكن بقية الإخوان فى العالم من تقديم المشورة فهم بمنأى عن خطر الإصابة بفيروس تلك الانقسامات المميتة!".
وأضاف : "الإخوان على أعتاب أزمة ثقةٍ كبيرة ستنتشر كالوباء! وهذه الأزمة الإخوانية المصرية الحالية لا يجوز بحقها إلا العزل أو الحجر الصحى، حتى لا تتسرب تداعياتها إلى بقية الإخوان فى العالم"، مشيرا إلى أن هناك شخصيات مجهولة ظهرت داخل الإخوان فى صفوف القيادات، وهؤلاء أصبحوا عبئا على الجماعة لأن قواعد الجماعة لا يعرفونهم".
وأشار إلى أن جماعة الإخوان صعدت داخلها غير المتخصصين قائلا :"رأينا كثيرًا من غير المتخصصين يتولَّون مسؤولية ملفات لو أُوكِلَتْ لغيرهم من أهل التخصص والتميز، لكان خيرًا؛ ولقد كان ذلك من أبرز مظاهر المزاحمة التى كانت بصورةٍ أو بأُخرى أحَدَ مكونات الأزمة فى صفوف الإخوان.
وكشف أن أزمة عدم التخصص داخل الإخوان ظهرت فى ثمانينات القرن الماضى، وتحديدًا عندما خاض الإخوان المعترك السياسى على مسار الانتخابات النيابية، ومن يومها أخذت تتكون داخل الهيكل الإخوانى أفرادًا ومجموعات ذات أغراض منفعية، وراحت تُكَوِّنُ لها شبكة مصالح نصف خيوطها داخل الصف والنصف الآخر من خارجه، وهؤلاء تغذوا من عصب الإخوان دون أن يكون لوجودهم قيمة حقيقية مضافة للجماعة.
ما كشفه القيادى الإخوانى، قوبل بتباين من عناصر التنظيم، حيث أيده فريق بينما اعتبره فريق آخر داخل التنظيم حديث كذب فى كذب. فمن جانبه، أعلن عمرو فراج، القيادى الإخوانى، مؤسس شبكة رصد الإخوانية تأييده لتلك التصريحات، وضرورة معالجة هذه الأخطاء، فيما قال أنس حسن، أحد مؤسسى شبكة رصد إن هذا الصف لا يصلح لقيادة حركة التأريخ، مطالبا بضرورة عمل مراجعة لجميع القيادات وإعادة بنائها، والابتعاد عن المبادرات الخائبة.
بينما رد علاء عادل، أحد كوادر الإخوان، على تصريحات عطية الويشى، قائلا إن هذه المعلومات ليست حقيقية، ولا علاقة لها بما يحدث داخل الإخوان، مشيرا إلى أن الجماعة تعانى من ظرف ولا ينبغى الحديث عن أخطاء الجماعة فى الماضى – على حد قوله-.
من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن فكرة الإخوان فكرة سرية خطيرة سواء وجدت المحسوبية أو انعدمت، أما ما هو أخطر داخل أروقة هذا التنظيم هو دائما الاعتماد على أهل الثقة وليس أهل الكفاءة، حيث يقربون دائماً من ولائه للتنظيم وقياداته ويجيد السمع والطاعة وينفذ التعليمات بدقة هذا هو الشخص المرغوب فيه.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الذى يبدى الملاحظات وينتقد بعض القرارات يتم تهميشه وإبعاده عن بعض الأماكن التى لها خصوصية معينة داخل التنظيم.
وأوضح القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن انتشار المحسوبية داخل التنظيم فهذا يقع تحت عنوان أهل الثقة وربما كانوا من أبناء القيادات وأقاربهم، وأكبر مثال على ذلك هو عضوية أحمد سيف الإسلام لمكتب الإرشاد على الدوام كعضوية شرفية والأخطر كان تمكينه من نقابة المحامين رغم فشله المتكرر فى إدارتها وكان ذلك على حساب كفاءة كوادر أخرى مثل مختار نوح وثروت الخرباوى وغيرهم كون أنه ابن حسن البنا فكان من المقربين حتى لو كانت كفاءته متواضعة.
وتابع: "هناك أمثلة كثيرة مثل مأمون الهضيبى وسيطرته على الجماعة فى أوقات كثيرة لأنه ابن حسن الهضيبى مرشد الإخوان الثانى، ولا أحد يبدى اعتراضا وإلا شككوا فى ولائه للتنظيم".
جدير بالذكر أن جمال حشمت القيادى الإخوانى قد رصد أخطاء الجماعة، وقد اعترف بأخطاء الجماعة بعد ثورة 25 يناير، وخلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، مؤكدا أن قرار الدفع بمرشح للرئاسة فى 2012 كان قرارا خاطئا، وأن سياسة الجماعة فى الحشد لمرسى كانت سياسة خاطئة أيضا، وأن التنظيم لم يكن له أجندة بعد الثورة.
وقال "حشمت" فى مقال مطول نشر بأحد المواقع الرسمية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية: "من أعجب المشاكل التى كنت أواجهها، بصفتى القيادية فى مجلس الشورى والهيئة العليا للحزب والهيئة البرلمانية، هى ندرة المعلومات داخل الإخوان، وهى سمة التنظيمات التى عملت بعيدا عن العلنية، وسمة لقيادتها بأن المعلومة التى تنتشر تمثل خطورة، وهو أمر خاطئ فى أعمال علنية يمارسها مستوى مؤهل من حقه المعرفة والنقاش واتخاذ القرار، لذا كان من العجيب احتكار المعلومات حتى على أعلى المستويات، التى هى صاحبة القرار، مما جعل هناك لغط وغموض حول حقيقة ما يجرى فى الواقع، من أعمال ميدانية أو لقاءات سياسية أو استعدادات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة