فى ديسمبر 2014 وجه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بعودة الحياة لـشركة «مصر للألبان» بإعادة تشغيلها لتحقيق الأمن الغذائى للبلاد بعد أن توقفت منذ 2008.
الشركة افتتحها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1956 بهدف إنتاج وتجميع الألبان وإجراء عمليات البسترة، والقيام بصناعة منتجات الألبان المختلفة من الجبن بأنواعه، والزبادى حتى الآيس كريم، وكان الهدف تحقيق الشعار الذى رفعه عبدالناصر «كوب لبن لكل طفل»، وهى من أكبر الشركات المتخصصة فى صناعة الألبان ومنتجاتها فى الشرق الأوسط، وكانت تمتلك 9 مصانع فى القاهرة والإسكندرية ودمياط والمنصورة وطنطا والإسماعيلية وكوم أمبو وسخا، بالإضافة لمركز التدريب الوطنى بالإسكندرية، وهو المركز الوحيد من نوعه فى الشرق الأوسط وأكثر من ستين مركز تجميع وتوزيع تغطى احتياجات مصر، وتصدر للدول الخارجية.
تفاءلنا خيرا أن أحد قلاع الصناعة الوطنية فى مصر ستعود مرة أخرى، خاصة بعد زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، للشركة مع محافظ القاهرة، ورئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية.
واستهدفت الزيارة التعرف على المشكلات التى تواجه المصنع، وأدت إلى توقف العمل به، حيث وجه رئيس الوزراء بسرعة وضع خطة عاجلة لإعادة تشغيل المصنع فى أقرب وقت ممكن للنهوض بالصناعات الوطنية فى كل المجالات، خاصة الصناعات الغذائية التى تلبى حاجات المواطنين الأساسية، وتسهم فى تحقيق الأمن الغذائى للبلاد، مشددًا على ضرورة الوصول بمنتجات المصنع إلى أعلى المستويات المطابقة للمواصفات المحلية والدولية، حتى يكون قادرًا على المنافسة وقتها كشف الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية، عن خطة الحكومة العاجلة لإعادة تشغيل شركة مصر للألبان والأغذية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، لبدء طرح منتجاتها بداية عام 2015.
كل ذلك كان مصدرا للتفاؤل بأن الدولة تعى الأهمية الاستراتيجية للشركات الوطنية، التى عادت إليها مرة أخرى، لكن مر الوقت وهدأ كل شىء ونامت خطط التطوير فى الأدراج.
وخلال الأيام الماضية، بدأ حديث فى التداول عن صفقة لبيع الشركة وأصولها الضخمة لإحدى الشركات الأمريكية عبر وسطائها ومستشاريها فى مصر وهى شخصيات معروفة، فيما يعيد مرة أخرى زمن البيع والخصخصة للشركات الوطنية، التى تمثل قلاعا مهمة فى الصناعة الوطنية والحكومة حتى الآن لم توضح موقفها من عملية التطوير للشركة أو البيع.
تجربة الخصخصة أثبتت فشلها، وما تعانيه مصر حاليا من احتكار للسلع الغذائية الأساسية جاء نتيجة تخلى الدولة عن دورها عن شركاتها الصناعية الكبرى وتدميرها لصالح كبار التجار والمستثمرين.