لا يوجد مواطن مصرى لا يعرف خطر التهاب الكبد الوبائى الفيروسى، وكل واحد فى مصر يعرف أخا أو زميلا أو قريبا مات بالفيروس، ورأينا فى التسعينيات آلاف يتم رفض سفرهم أو طردهم من دول أخرى، لأنهم مرضى بالفيروس، وقد تابعت ملف الصحة لسنوات، وكنا نقف عاجزين أمام الفيروس الذى يلتهم أكباد أخواتنا وأهلنا، لكل هذا فإن من يعرف آلام الفيروس وأخطاره وحجم الدمار الذى فعله فى المجتمع، يعرف قيمة نجاح مصر بعد توفير السوفالدى وتوابعه من العلاج بسعر مناسب، ومجانا لغير القادرين.
كنا نعجز عن حصر أعداد المصابين، ونقف عاجزين أمام فيروس بلا علاج، هناك خمسة ملايين على الأقل تم إنقاذ حياتهم وشفائهم من الفيروس، وبشهادة المنظمات الدولية، نجحت مصر فى الوصول إلى معادلة تجمع بين توفير العلاج، والسعر المناسب، الأمر الذى لفت النظر إلى إمكانية أن تكون مصر مركزا لعلاج الفيروس، بتكلفة تقل عشرات المرات عن التكلفة فى دول العالم، وهو أمر يمكن الاستفادة منه علاجيا وسياحيا، ومن هنا تأتى أهمية استخدام أسماء نجوم العالم فى الترويج للعلاج، ومنهم ليونيل ميسى نجم الأرجنتين وبرشلونة ضمن احتفال أمام الأهرامات، هى مبادرة ناجحة.
ربما كنا بحاجة إلى التعلم من تجربة علاج فيروس سى، فى تجربة الصحة والعلاج، وآلا يقتصر الأمر على الفيروس، وفى نفس الوقت، فإن السياحة العلاجية تحتاج استفادة أكبر فى هذا المجال، لإقامة مراكز استشفاء ووضع خريطة للمراكز فى أنحاء مصر من أسوان للوادى الجديد، ومن البحر الأحمر إلى سيناء، لكن وجود نظام صحى ناجح بشكل عام يدعم هذا الأمر، حيث لا يعقل أن تكون أحوال الصحة متردية وندعو لسياحة علاجية.
الأمر الأهم هو كيفية توظيف الأحداث والنجوم بشكل تراكمى، والتعلم من التجارب، لا يمكن لأحد أن يتجاهل أهمية حدث مثل مجىء نجم بحجم ليونيد ميسى لمصر، حتى لو لم يكن الواحد مهتما بالرياضة، وهى طبيعة الأشياء، فنحن فى عصر النجومية تتفوق فيه على البطولة، ونحن نعرف أهمية التسويق لأى حدث أو خدمة، كطريق للترويج، ونعرف أننا لا نسوق لسياحتنا ومعالمنا الثقافية والأثرية والجوية كما ينبغى، لدينا ثلث آثار العالم، وليس لدينا ثلث حظوظ دول أقل منا بكثير فى حجم ما تمتلكه من آثار وإمكانات، ولا يكفى أن نفخر بماضينا، بل علينا أن نسعى للمستقبل.