يبدأ سامح شكرى، وزير الخارجية، زيارة بعد غدٍ، الأحد، للعاصمة الأمريكية واشنطن، وتستمر لمدة يومين، يلتقى خلالها نظيره الأمريكى ريكس تليرسون، ومستشار الأمن القومى الأمريكى هيربرت ريموند ماكماستر، وعدداً من المسئولين بإدارة الرئيس دونالد ترامب، ونواب بالكونجرس الأمريكى.
وأكدت مصادر لـ"اليوم السابع"، أن زيارة "شكرى" لواشنطن ستحدد موعد وجدول الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن لعقد قمة مصرية أمريكية، حيث سيتولى وزير الخارجية من خلال لقاءاته مع إدارة ترامب ترتيب موعد الزيارة وجدول اللقاءات.
ووفقاً لمصادر، فجدول زيارة الرئيس السيسى لواشنطن، سيشمل عقد قمة مع الرئيس دونالد ترامب، ولقاءات مع نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، ومستشار الأمن القومى، ووزير الدفاع، وعددا من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، فضلاً عن لقاءات مع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية، موضحة أنه سيتخلل الزيارة مؤتمر صحفى للرئيس السيسى وترامب وصدور بيان مشترك.
وأشارت المصادر إلى الاهتمام الأمريكى بترتيب زيارة ناجحة للرئيس السيسى، خاصة أنها تعد الأولى لرئيس مصرى منذ عام 2004 والتى من المقرر أن تتصدر مباحثاتها الحرب على الإرهاب وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والأوضاع الجارية فى المنطقة، لاسيما الصراع القائم سوريا وليبيا والعراق واليمن، وبحث سبل إيجاد حل للأزمات التى تجتاح المنطقة.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى 23 يناير الماضى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، والذى أكد خلال الاتصال على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجى، مؤكداً حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائى بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة والارتقاء به إلى آفاق أرحب.
وأعرب الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، خلال الاتصال، عن تطلعه لزيارة الرئيس السيسى المرتقبة لواشنطن والجارى الإعداد لها عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين.
من جهته قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، خلال لقائه الأخير مع المحرِّرين الدبلوماسيين، إن زيارة سامح شكرى لواشنطن تأتى لاستعرض تحركات السياسة الخارجية المصرية ومحاورها خلال الفترة الراهنة، وطرح رؤية مصر لقضايا المنطقة وكيفية تعزيز العلاقات بين القاهرة وواشنطن فى إطار سعى وحرص مصر على تحقيق السلام والتعامل مع الأوضاع والتحديات المختلفة.
وأوضح "أبو زيد" أن الزيارة واللقاءات المقرَّرة هدفها فتح قنوات اتصال مباشرة مع الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن أهمية اللقاءات تكمن فى طرح مصر رؤيتها لشكل العلاقة مع الإدارة الجديدة والعلاقات الثنائية بكل جوانبها ورؤية مصر للأوضاع الإقليمية وقضايا المنطقة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى أول زعيم عربى يهنئ ترامب بفوزه فى الانتخابات الرئاسية، وبدأت العلاقات بين الزعيمين خلال اجتماعهما الأول فى نيويورك شهر سبتمبر الماضى حينما كان ترامب يباشر حملته الانتخابية الرئاسية.
ويرى مراقبون أن العلاقات المصرية الأمريكية على مشارف مرحلة جديدة، حيث تعتمد تلك العلاقات على التوجهات الأمريكية فى الشرق الأوسط، ورغبتها فى تعزيز التعاون العلاقات الثنائية مع مصر، باعتبارها الدولة الأهم والأكبر فى المنطقة، ورغبة الجانبين فى حسم عدد من الملفات بين القاهرة وواشنطن، أهمها مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن موقف الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية والملف السورى.
وأكد وزير الخارجية، سامح شكرى، خلال كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية، أن العلاقات المصرية الأمريكية على مشارف مرحلة جديدة فى ظل إدارة الرئيس ترامب، والتى تعد فرصة لتحسين الأوضاع المتذبذبة فى الفترة الماضية، وأيضاً لمعرفة الرئيس الأمريكى لدور مصر الفعال والمهم فى كافة المجالات، مؤكداً أن علاقة مصر بالولايات المتحدة علاقة استراتيجية تحكمها المصالح والمنافع المتبادلة من منطلق حرية القرار المصرى، خاصة بعد ثورة 30 يونيو التى عبر فيها الشعب المصرى عن إرادته وتقرير مصيره بنفسه، وأن التشاور بين البلدين يأتى ترجمة للعلاقات الاستراتيجية و تعزيزا لسبل التعاون بينهما.
وشدد "شكرى" على أن مصر تسعى جاهدة لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، عن طريق التشاور مع الدول المحورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة