أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الرقص على سلالم الرأسمالية والاشتراكية

السبت، 25 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1990 أصدر المفكر الراحل، فؤاد مرسى، كتابه «الرأسمالية تجدد نفسها»، يؤكد فيه أن «الرأسمالية فى نهاية القرن أقدر على البقاء، وأكثر قدرة على الحياة مما كان يتصور خصومها»، كان الدكتور فؤاد مرسى مفكرا اقتصاديا وسياسيا، درس الاقتصاد السياسى فى السوربون، وظل منخرطا فى العمل العام اليسارى، واعتقل وسجن مرات، وتولى وزارة التموين فى حكومة عزيز صدقى مع الرئيس السادات، كان من القليلين داخل مدارس اليسار، يشاهد حجم التحول فى العالم، ويحذر من الجمود والعجز عن التجديد، وكان يتوقع أن تواجه دول العالم النامى، ومنها مصر، تحديات كبيرة، فى ظل اتساع عولمة رأس المال.
 
كان كتاب فؤاد مرسى يشير إلى أن الرأسمالية تجدد نفسها، بينما الاشتراكية تواجه التراجع، بعد عقود من المد والجزر، صححت الرأسمالية مسارها، بـفـضـل الثورة العلمية والتكنولوجية، أشكال الملكية الخاصة لرأس المال تغيرت، حيث العلم نفسه قوة إنتاجية خلاقة، تتفتح مجالات جديـدة لـلإنـتـاج وتوسيع الـسـوق وزيـادة الاستهلاك، وكان يتوقع أن تتصدر الدول المتقدمة قيادة العالم، بينما الدول العاجزة عن التقاط الإشارات تواجه التراجع وتفقد مكانها.
 
فى عام 1990 كان العالم يلملم أوراقه ليعيد تشكيل نفسه مرة أخرى، الرأسمالية تقترب من إعلان انتصارها على الاشتراكية، سقط سور برلين آخر علامات الستار الحديدى، بعد عقود من المنافسة والصدام الذى هدد أكثر من مرة بحرب نووية تدمر العالم، وبدا أن الرأسمالية فى أوروبا استفادت من الأفكار الاشتراكية وحولتها إلى برامج اجتماعية قادرة على إنهاء التهديد، الذى يأتى من ظلم يتعرض له العمال، بينما عجز المعسكر الاشتراكى عن إنجاز العدالة وبالمساواة، بالرغم من أنه يقوم على نظريات وأفكار التطور، ويعجز عن تطبيقها.
 
رحل الدكتور فؤاد مرسى بعد شهور قليلة وترك تنبؤاته، وبعد شهور أخرى انهار الاتحاد السوفيتى وتفكك، وبدأت مرحلة تراكمت خلالها التحولات، واتسعت عولمة رؤوس الأموال والمنافسة، التقطت الصين علامات التحول، واندمجت فى بناء تجربتها المتفردة، ونجحت دول جنوب شرق آسيا، فى أن تصبح نمورا اقتصادية، بينما ظلت دول العالم النامى ومنها مصر خارج هذه العلامات، تجمع بين عيوب النظام الرأسمالى والاشتراكى، وبقيت طريقة تفكير السلطة تتركز حول الانفراد، والمعارضة، من اليسار تحديدا، وقفت عند الشعارات القديمة، من دون القدرة على التقاط التحول، بينما كان يمكن فى حال التقاط تحذيرات مفكرين مثل فؤاد مرسى، أن تتطور السياسة والرأسمالية لتنسج أفكارا قادرة على تفهم العالم الجديد، حتى لا نظل نرقص على سلالم الرأسمالية والاشتراكية بلا نتيجة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الراسماليه

الراسماليه عامل حيوي اذا كانت وطنيه تحتضن بلدها وشعبها اما اذا كانت رأسماليه مستغله فالامر يختلف تماما ويصبح علي النقيض

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

منتج

منتج .. الممثلين بيحبوا افلامي لانها بحري وسواريه وفوق الركبه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المرحوم

مسئول المطار ..المرحوم جاي مفلس و محدش عايز يستلمه .. افتونا يا عالم

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

طرابيش

نائب .. اقترح تامين 500 طربوش ضد المطروالشمس

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

نفقه

الضمان الاجتماعي .. بالبحث في الشبكه العنكبوتيه وجدنا أن المرحوم مديون بخمسين الف جنيه وهربان من 5 قضايا نفقه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الشرف

حرصا علي صحة المواطنين يعلن سوبر ماركت الشرف أن الفول من الآن بالعدد وليس بالوزن

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المايوه

بعض ملكات جمال العالم .. المايوه بيخفي أجمل معالم الانوثه والجمال

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

قلبي

قلبي علي ولدي أنفطر وقلب ولدي عليا حجر

عدد الردود 0

بواسطة:

مش مهم.

لو حضرتك لا تعلم ..

أمريكا قلب الرأسمالية حجم الدين العام الخارجي حوالي 20 تريليون دولار و يوجد بها ما يربو علي 40 مليون أمريكي فقير. تحياتي لحضرتك و لأستاذ فؤاد مرسي و للرأسمالية. جتها نيلة اللي عايزة خلف.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد صابر

مقال محترم

بالفعل مقال محترم وجاد وصائب من قبل حضراتكم . ولكن نود التأكيد أن كل دولة ليها ظروفها المختفلة سواء كانت إقتصادية أو إجتماعية ودينية وهى من المفترض أن تحكم توجهاتها . فبلادنا مصر مثلاّ أحسن اوقاتها كانت وقت الإسترامشية سواء كان ليه مساوىء أو عيوب ولكن أحسن من الوضع الحالى من قوة إنتاجية هائلة فى عدة مجالات . ولا ننسى أن هناك أنظمة حالية قى جنوب شر ق أسيا ناجحة وهى الأنظمة المختلطة التى تجميع بين الرأسمالية والإشتراكية . فمثلاّ الصين نفهسا هى من أكبر الإقتصاديات الرأسمالية فى العالم وهى أيضاّ بها أكبر قطاع عام فى العالم . أعتقد فكرة شركات قطاع الأعمال العام والتى تجميع بين القطاع العام والمساهمة من القطاع الخاص هى أحد النماذج الجيدة التى من الممكن أن تنجح فى مصر إذا تم مراقبتها وتفعيلها بصورة صحيحة . شكراّ على مقال حضراتكم .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة