* لدينا نشطاء من عينة خالد على وهيثم الحريرى لا يهمهم الحقيقة قدر اهتمامهم بتوزيع الاتهامات
كان متوقعًا أن يسيطر الغباء السياسى على من يسمون أنفسهم نشطاء، فهم لا عقل لديهم ليفكروا بمنطق رجال الدولة، وكيف يتأتى لهم هذا المنطق وهم يعيشون فى وهم كبير اسمه أنهم أقوى من الدولة ورجالها.
قبل عدة شهور، انتفض نشطاؤنا وساروا خلف خبر كاذب وجاهل أيضًا بثه أحد المواقع الإخوانية، مفاده أن مصر تنازلت عن جزيرة مملوكة لها لليونان، وفقًا لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ورأينا النائب هيثم الحريرى، ينتفض ويقدم طلب إحاطة فى مجلس النواب على الواقعة المكذوبة، واستمر الحريرى فى خلق هذا الكذب والوهم دون أن يكلف نفسه عناء السؤال داخل البرلمان الذى هو عضو به، هل مصر بالفعل وقعت اتفاقية لتعيين الحدود البحرية مع اليونان أم لا، وهل لدى مصر بالفعل جزيرة على الحدود مع اليونان.
بالطبع لم يسأل هيثم ولَم يحاول لأنه لا يبحث عن الحقيقة قدر سعيه وراء الشهرة، حتى وإن كانت على حساب الكذب والتضليل.
بالأمس القريب ارتكب خالد على، نفس خطأ هيثم، حينما استند لأكاذيب وزير إسرائيلى بأن مصر اقترحت توطين مجموعة من الفلسطينيين فى سيناء كجزء من الحل للقضية الفلسطينية، وراح خالد على يوزع تهديداته للجميع، وأنه سيذهب للقضاء لوقف هذا الأمر، دون أن يعطى لنفسه فرصة لالتقاط الأنفس، ويطلع على الحقيقة، الحقيقة التى قالها عدونا بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل الذى خرج للإعلام، وقال إن هذا المقترح لا وجود له مطلقًا.
ورغم أن الحقيقة واضحة لمن يريد أن يبصر إلا أن هناك من يستند دومًا على الأكاذيب طمعًا فى الشهرة.
وقطعًا لأى محاولة لتضليل المصريين خرجت مؤسسات الدولة المصرية، وبشكل واضح لتضع حدًا لهذا الهزل الذى يدعى وجود مقترح مصرى لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، وإقامة دولة لهم عبر اقتطاع جزء من سيناء كحل سياسى للقضية الفلسطينية، حيث نفت مؤسسة الرئاسة فى بيان رسمى لها الخميس الماضى، وجود مثل هذه المقترحات أصلًا، ووصفتها بغير الواقعية، مشددة على أن أرض سيناء جزء غالى من أرض مصر، بذل من أجل تحريره دماء طاهرة، مشيرة إلى أن مثل تلك الأكاذيب يرددها البعض بهدف إثارة الفتنة وزعزعة الثقة فى الدولة المصرية، وقالت الرئاسة، إن ما تم ترديده مؤخرًا عبر وسائل الإعلام بشأن وجود مقترحات لتوطين الأخوة الفلسطينيين فى سيناء، هو أمر لم يسبق مناقشته أو طرحه على أى مستوى من جانب أى مسؤول عربى أو أجنبى مع الجانب المصرى، وأنه من غير المتصور الخوض فى مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، خاصة أن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار.
وفى البرلمان المصرى، أكد وزير الخارجية سامح شكرى، خلال اجتماع مع نواب لجنة العلاقات الخارجية، عدم وجود مثل تلك الاقتراحات أصلًا، مشددًا على أنه من غير المتصور أن يتم التنازل عن أى أرض مصرية.
الثابت لدينا أن الحقائق واضحة ولا لَبْس فيها، لكن للأسف الشديد لدينا نشطاء من عينة خالد على، وهيثم الحريرى، لا يهمهم الحقيقة قدر اهتمامهم بتوزيع الاتهامات هناك وهناك، ومحاولة تحويل الشائعات والأكاذيب إلى واقع علهم يحققون هدفهم الخبيث الساعى إلى الإيقاع بالدولة المصرية إلى دوامة الفوضى، لكن لأن المصريين يدركون جيدًا أين تكمن الحقيقة فإن مساعى هؤلاء مصيرها.. التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة