قصة كفاح جديدة ترويها وتصنعها المرأة المصرية، تتحدى فيها الظروف من أجل العيش بكرامة، رغم تجاوز عمرها الستين عاما، إلا أنها ترفض التسول وتعمل لتعطى نموذجا للشباب فى الكفاح وعدم الاستسلام للبطالة والظروف التى تعيشها من هجر الابن الأكبر لها.
جمرات عبدا للاه محمد 67 عام ابنة محافظة السويس رفضت الاستسلام ومد يدها لطلب المساعدة من الناس وفضلت العمل على سيارة كارو تقوم من خلالها بجمع كل ما هو يتعلق بالبلاستيك مثل الزجاجات البلاستيكية من صناديق القمامة، مؤكدة أن عملها فى جمع البلاستيك من صناديق القمامة يوميا لمدة 16 ساعة أرحم لها من قيامها بطلب الإحسان من أى شخص مهما كان.
هنا فى شوارع السويس يطلق المواطنون على جمرات لقب سيدة الكارو، ويراها الناس فى معظم شوارع المحافظة يوميا تقود السيارة الكارو ثم تنزل من أجل جمع البلاستيك من صناديق القمامة ثم تغادر بما جمعته داخل أجولة فوق سيارة الكارو.
وقالت جمرات محمد لـ"اليوم السابع": "أعيش داخل منزلى بمنطقة عرب المعمل السكنية بالسويس، ولدى أثنين من الأبناء الأول هو الكبير ويرفض مساعدتى ويتهرب منى دائما من أجل إرضاء زوجته و يرفض حتى مصافحتى فى الشارع، وبالرغم مما يقوم به نجلى الكبير فائنا لا أستطيع أن أدعوا عليه لأنه فى النهاية نجلى الكبير وأول فرحة ليا فى الدنيا".
وأضافت جمرات وهى تروى قصتها: "أما نجلى الثانى فهو عمره 17 عاما وهو مسجون حاليا فى السويس بسبب ما فعلته جارتى فى أن يقوم بالاحتفاظ لها بشنطة ثم تم القبض عليه ووجد بها مخدرات، وعندما صدر عليه حكم قضائى من القاضى بمحكمة السويس بسجنه 3 سنوات قلت أنه مظلوم وإننى ليس لدى غيرة يسأل عليا، فقام القاضى بتخفيف الحكم القضائى إلى عام واحد".
جمرات تعمل وترفض التسول
وتابعت جمرات وهى تروى كيف تعيش وكيف تصرف على نفسها دون اللجوء إلى التسول وطلب الحاجة من المواطنين :"أعمل حاليا فى جمع البلاستيك من القمامة وبيعه حتى أستطيع أن أعيش، وحتى أتمكن من إطعام نجلى الموجود بالسجن، وكل ما أتمناه فقط فى حياتى أن يسترنا الله فقط وأن لا أطلب من أحد شيء، وسأظل أعمل حتى أموت".
وداخل منطقة عرب السكنية بالسويس يؤكد عدد من السكان أن جمرات بالرغم من ظروفها وحاجتها للمال ترفض دائما أن يتعامل معها أى شخص على أنها تحتاج للمساعدة، ودائما تطلب من الشباب بالمنطقة السكنية العمل وترك الوقفة على النواصى حسب تعبيرها لهم.
وأكد فرج عربي، أحد سكان عرب المعمل، أن جمرات بالرغم من تخلى نجلها الأكبر عنها وحاجتها الى المال لإطعام نجلها الموجود بالسجن لكنها ترفض أن تمد يدهها ودائما تقوم بالحديث مع أبناء جيرانها من الشباب الذين لا يعملون بأن عليهم العمل وترك "النواصى" الذين يقفون امامها فى الشارع والبحث عن لقمة العيش.
ويضيف شاهين عيد، تاجر بعرب المعمل، أن جمرات الجميع يعلم بمنطقة عرب المعمل ان نجلها الأكبر يرفض مساعدتها ولكن بالرغم مما تتعرض له من نجلها لم نراها يوم تقوم بالدعاء على نجلها، ودائما تطلب من الله أن يهديه فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة